أجرت شركة أزياء بريطانية استطلاعًا، بيّن أنّ 74% من النساء اللاتي يرتدين ملابس قياسها (16) (ويعني هذا القياس بالمعايير الإسرائيلية – 44)، يشعرن بالرضى والارتياح لمظهرهن، بينما بلغت النسبة لدى النساء اللاتي ترتدين ملابس قياسها (6) (أي 34 بالمقاييس المتبعة في إسرائيل) 42% فقط.
وأكثر من ذلك، تبين من الاستطلاع أنّ 52% من النساء الممشوقات (غير السمينات) يتمنين المزيد من الرشاقة وبروز المفاتن، انطلاقًا من اعتقادهن بأن ملابسهن ستظهر بذلك أكثر تناسبًا مع تقاطيع أجسادهن!
وأظهر الاستطلاع أنّ النساء البريطانيات يعتبرن أجسام بيونسه وكيم كردشيان وكريستينا هندريكس، وحتى المغنية "ادل" – أجسامًا مثالية تتمناها كل امرأة!
المال يتكلم..
وفي معرض تحليل معطيات هذا الاستطلاع، قال معدّوه أنّ سبب هذه التطلعات والأماني غير العادية (تفضيل السمنة على النحافة) يكمن في المال: فالإنسان الراضي القانع يُقبل على الشراء أقل من غيره، ولا يمكن أن يُقبل الإنسان القنوع على شراء حبوب التخسيس وتخفيف الوزن، مثلاً، أو شراء أجهزة ومعدات للياقة البدنية وتنسيق الجسم، أو منشطات وغيرها من العقاقير والمستحضرات والأدوية والمأكولات المخصصة للرشاقة أو اللياقة أو لإزالة التجاعيد. وبالمقابل لا يُقبل هؤلاء على شراء "البيتسا" ليأكلوها في الليل، مثلما يفعل اولئك الذين يأكلون ويأكلون، ثم "يشكون" من أنهم ضعيفو الإرادة – بينما لسان حال القانعين يلهج بالقول على الدوام: اليوم يحق لي أن ادلّل نفسي ولو قليلاً، وسأشتري البيتسا، حتى لا أحرَم منها بالمرة!
وعلى هذا الأساس، وبالنظر إلى هذا التفاوت في المشاعر والأحاسيس (قناعة ورضى، من جهة، وبلبلة وحيرة – من جهة أخرى) تزدهر تجاه الشركات التي "تلبي الحاجات والأمنيات" الوهمية وغير الوهمية، وتلقى قبولاً وإقبالاً لمن يصدّقها. وهكذا، فبدلاً من الشعور بالرضى والقناعة في اية حال، مهما كان حجم ومقياس الجسم (جسم المرأة بالتحديد)، فيجدر أن تحظى بالقبول والتسليم، لأنها جميلة وتعكس الواقع، ولا ضرورة للشعور بالذنب أو النقص!