يشتكي المعلمون في هذه الايام الرمضانية من تراجع في حضور الطلاب اليومي الى المدرسة. كما ويشتكي الطلاب الذين استمروا في وتيرة دوامهم العادي من عدم التعليم في هذه الايام؛ ولا بد من التذكير بحقيقة مفادها ان شهر رمضان الفضيل 30 يوم بالكامل توازى بكامله مع الدوام المدرسي في المدارس الابتدائية يعني حوالي 120 ساعة تعليمية؛ وتوازت عشرون يوم منه مع التعليم الاعدادي والثانوي يعني بما يقارب 80 ساعة تعليمية. فبدلا من اعتماد "نقد النقد"؛ لا بد من توظيف بعض بدائل التدريس والتقييم فيما تبقى من هذا الشهر واعتماد بعض هذه الافكار في التخطيط للعام الدراسي القادم لكي لا يتحول الشهر الفضيل الى ازمة او نمارس من خلاله ثقافة الازمة ومنها تردي السلوكات والاداء المؤسساتي او الفهم المغلوط للوقت واستخداماته الهدامة، كما هو الحال عليه اليوم في المجتمعات العربية الاسلامية؛ كما وادعونا لتقصي اداء المدارس الاسلامية في الدول الغربية؛ وفيما يلي توظيف لبعض البدائل والحلول لادارة ازمة المدرسة العربية والاسرة العربية في شهر رمضان:
1. تاجيل ابتداء الدوام الى الساعة التاسعة او التاسعة والنصف من خلال قرار للسلطة المحلية وادواتها ورفعه لوزارة التعليم للمصادقة عليه مسبقا مع تعليل الاسباب ودعمها بارقام عدم الدوام لهذا العام. ففي هذا يتسنى لكل ورع ممارسة دينه دون التاخير عن الدوام ليعطي كل ذي حق حقه، حق الله عليه في العبادة وحق طلابه عليه في تقديم افضل اداء امتثالا لمعاني وقيم وتعاليم الشهر الفضيل.
2. استخدام نظام التعليم الفرداني في خدمة الدوام الرمضاني لسد الفجوات التعليمية لدى الطلاب؛ خاصة وان جهاز التعليم العربي يمارس حالة الفجوة والتردي بالمفهوم المقارن، وبدل ثقافة اللطم علينا التفكير في حسن ادائنا.
3. زيادة دافعية الحضور وتحفيز الطالب الذي يحضر الدوام من خلال انتهاج التقييم البديل على النحو التالي:
ا. اعتماد الامتحانات العادية قبل حلول الشهر الفضيل وتقنينها بنسبة 60 % من درجات الفصل الدراسي.
ب. اعتماد التدريس من خلال البحث والاكتشاف داخل الصف، وبمتابعة المعلمين الدؤوبة، اثناء الشهر الفضيل وتقنينه بنسبة 20 %.
ت. متابعة دوام الطلاب وتقنينه بنسبة 10 % دعما وتحفيزا للطالب الذي يواظب على وتيرة الدوام.
ارجو ان نضع هذه المعضلة على طاولة بحثنا وتفكيرنا التربوي ومحاولة ايجاد المزيد من الحلول وتوظيف ادوات عدة للتعامل معها بدل من سلوك النعامات اجلكم الله الذين نحسن اتقانه الا من رحم ربي.
بقلم: د. خالد عرار