رفض رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، احتمال أن يكون نظام بشار الأسد قد اقترف محرقة دوما، بقصف هذه المدينة بسلاح كيميائي أدى إلى مقتل 150 مدنيا بينهم أطفال. وليس واضحا لماذا رفض عودة ذلك، لكنه قال لموقع صحيفة "معاريف" الالكتروني اليوم، الثلاثاء، "أنا لا أقبل الادعاء الأميركي، ادعاء الكذاب الكبير ترامب"، حول قصف دوما بالكيميائي.
وتساءل عودة "كم شهرا سيحكم (الأسد) في سورية، هل هذا هو الوقت المناسب لشن هجوم كيميائي؟". وأضاف "هل تعلم كم دولة موجودة (أي تحارب) في سورية؟"، وأجاب "هناك تركيا، وداعش أيضا، والنصرة كذلك. وإذا أردت أن تكون صديقا لداعش والنصرة فمبروك عليك" في إشارة إلى لازمة مؤيدي النظام أن الخيارات في سورية هي إما النظام أو "داعش" و"النصرة" المتطرفين.
ووصف عودة المعارضة السورية المسلحة بأنها "عدوة الشعب السوري"، من دون أن يفرق بين الفصائل المسلحة. وأضاف أنه "يُرتكب في سورية جرائم حرب كثيرة، وينبغي التنديد بشدة بالمس بالمدنيين. وبإمكانك أن ترى داعش وجبهة النصرة".
وتابع عودة "إنني أعرف من هم أعداء الشعب السوري والوحدة في سورية، ومن دمّر سورية. أريد أن نعيش في نظام ديمقراطي في إسرائيل وفلسطين وسورية أيضا. وأنا لست غبيا ينجر وراء أمور غير صحيحة"، معتبرا أن "الأسد ينتقل من نجاح إلى آخر في الفترة الأخيرة".
ومضى عودة قائلا إنه "أؤيد وحدة سورية والديمقراطية في سورية. وهذا ليس صراعا ديمقراطيا ضد النظام، هذه دول الخليج مع داعش وجبهة النصرة".
وبدا عودة بأقواله إنه لا يرى معارضة في سورية سوى "داعش" و"جبهة النصرة". كما أنه لا يرى تدخلا خارجيا في سورية سوى من جانب تركيا ودول الخليج. وهذا يعني أنه لا يرى وجود قوات إيرانية وقوات حزب الله في سورية، والأنكى من ذلك أنه لا يرى الوجود العسكري الروسي الهائل في سورية. وبالتالي، فإن عودة لا يرى جرائم النظام وحلفائه، خاصة روسيا، ضد المدنيين السوريين، ويزعم أن المعارضة فقط هي التي ترتكب الجرائم وعمليات التدمير. وهو لا يرى غارات الطيران الروسي ولا السوري، وبالتأكيد لا يرى إلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين. بل مؤكد أنه يرى بالتقارير حولها أنها "أكاذيب الاستعمار والرجعية العربية".
لكن هناك وقائع على الأرض يتجاهلها عودة، بينها المؤتمرات التي تعقد من أجل التوصل إلى تسوية النزاع في سورية، في جنيف وأستانا وغيرها. هل تفاوض روسيا والنظام "إرهابيين" من أجل التسوية؟ في نهاية الأسبوع الماضي، اقترحت روسيا على "جيش الإسلام" وهو الفصيل المسيطر في الغوطة الشرقية أن يلقي سلاحه ثم تقوم روسيا بإدخال عناصره ضمن الشرطة وتسليح هذه العناصر من أجل القتال ضد "داعش".
لقد هدد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بتنفيذ عملية عسكرية ضد النظام في أعقاب هجمات كيميائية في السنوات الماضية. ومن أجل منع هجوم أميركي كهذا، أعلن نظام الأسد عن إخراج الأسلحة الكيميائية من سورية.
"ترامب كذاب". حسنا. وبالإمكان كيل الشتائم له بالأطنان. فهذا يرفع رصيدك داخل حزبك، إذ أن هذه المعادلة معروفة. لكن الاتهامات لنظام الأسد باستخدام السلاح الكيميائي لم تصدر عن ترامب، ولا عن الغرب، ولا عن الشرق حتى. لقد صدرت عن الهيئات السورية: الخوذ البيضاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وليس أخلاقيا أن ينفي أحد، غير موجود في سورية، تقارير كهذه.
ولم يتسنى لنا الحصول على تعقيب النائب عودة رغم المحاولات المتكررة، وسننشر التعقيب كاملًا فور وروده.
الحركة الإسلامية تتنصل من تصريحات عودة: لا يمثل المشتركة
تنصلت الحركة الإسلامية، مساء اليوم الثلاثاء، من تصريحات رئيس القائمة المشتركة، وقالت إن "تصريح أيمن عودة حول سورية لا يمثل المشتركة ولا المجتمع الفلسطيني في الداخل وأن على عودة ومن يوافقه الرأي أن ينظروا في عيون أطفال ونساء وأهل سورية أولا والاعتذار منهم، وأن تأييد نظام مجرم كنظام الأسد طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وقضيته أمام جرائم الحركة الصهيونية".
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية، إبراهيم جدازي، في بيان، إنه "منذ البداية كانت بوصلتنا واضحة، نحن مع حرية الشعب السوري واسترداد كرامته وإرادته المغتصبة من قبل نظام الأسد المجرم، ونطالب بمحاكمة القتلة المجرمين وسفّاح سورية الذي شرّد وقتل الملايين، وأفسد شام العزة والإباء".
وتابع البيان "منذ البداية كانت رؤيتنا لسورية أن تكون دولة قوية، متمكّنة، عزيزة، حرة وديمقراطية، يمارس شعبها إرادته وسيادته في وطنه بحريّةٍ وعزّةٍ وكرامة. ولأننا وقفنا إلى جانب الشعب السوري الأصيل، قمنا في الحركة الإسلامية بحملات إغاثة كبرى واسعة أوصلنا من خلالها ما جاد به أهلنا في الداخل الفلسطيني لإخواننا السوريين في الداخل السوري في حلب والغوطة الشرقية وغيرها، وبكل أماكن تشردهم، في مخيمات اللجوء بالأردن وتركيا واليونان. واستقبلناهم على شواطئ اليونان مهجّرين من سفّاح مجرم".
وأشار إلى أنه "قمنا بذلك بدوافع إنسانية إسلامية عربية فلسطينية، وهذا الذي يليق بأبناء الشعب الفلسطيني الذي نكب وما زال يعاني الاحتلال والظلم والعدوان، وسنستمر في الوقوف مع الشعب السوري حتى يحقّق آماله وحريته. كذلك سنقف لجانب كافّة شعوب الأرض التي تتعرض للظلم والطغيان، سواء من أنظمتهم المستبدة الدكتاتورية عربية كانت أم غير عربية، أو من قبل قوى الظلم والاستكبار العالمية".
وطالب حجازي النائب عودة بـ"تحمّل مسؤوليته الإنسانية تجاه شعب أعزل توّاق لحريته. شعب طحنه سفّاح سورية، بشّار الأسد، ونظامه المجرم من جهة، ومن جهة أخرى عصابات الإجرام التكفيرية ودول العالم التي تطمع بحصة في سورية، وعلى رأسها أميركا وروسيا ومن يدور في فلكهما".