كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مغلق عقده قبل عدة أيام، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وافق في العام 2016 على إحباط مشروع قرار أراد الرئيس الأميركي السابق،، باراك أوباما، في نهاية ولايته، طرحه على مجلس الأمن الدولي، ويقضي بإقامة دولة فلسطينية استنادا إلى حدود العام 1948، حسبما أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الإثنين.
وكان نتنياهو قد ألمح إلى ذلك، خلال اجتماع انتخابي في مستوطنة "معاليه أدوميم"، قبل ستة أشهر، قائلا إنه "طلبت من صديق لي، وهو زعيم إحدى الدول العظمى التي لديها حق الفيتو في مجلس الأمن وتربطني علاقات جيدة جدا معه، أن يعارض مشروع القرار. وقد قام ذلك الزعيم بلجمه".
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان يشير إلى أنه في نهاية ولاية أوباما، وبعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة ولكن قبل دخوله إلى البيت الأبيض، "بادرت الولايات المتحدة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334"، الذي نص على وضع نهاية للمستوطنات ومطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس وعدم شرعية إنشاء المستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
ما لم تذكره الصحيفة هو أن مصر طرحت مشروع القرار هذا، في 22 كانون الأول/ديسمبر 2016، لكنه سحبته بعدما هاتف ترامب رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي. وفي اليوم التالي تم طرح مشروع القرار مجددا من جانب نيوزيلاند والسنغال وفنزويلا وماليزيا، وأيدته 14 دولة، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، ولم تستخدم الفيتو.
وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو هاتف بوتين، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وطالبه بالإعلان عن عزمه استخدام الفيتو ضد مشروع القرار، وادعى أن هذا القرار من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة ويلحق ضررا بإسرائيل. لكن بوتين رفض طلب نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أنه قبل شهر من نهاية ولاية أوباما (الذي ينظر إليه نتنياهو كعدو بسبب معارضته سياسة إسرائيل في الضفة الغربية وتوقيعه على الاتفاق النووي مع إيران)، سعى إلى طرح مشروع قرار آخر في مجلس الأمن الدولي، يقضي بإقامة دولة فلسطينية استنادا إلى حدود العام 1967، رغم معارضة نتنياهو وإسرائيل لذلك.
إثر ذلك، هاتف نتنياهو بوتين مرة أخرى، وادعى أن قرار كهذا سيمس بإسرائيل بشكل كبير، وزعم مرة أخرى أن القرار من شأنه تقويض الاستقرار الإقليمي. وحسب الصحيفة،، فإن "بوتين اقتنع هذه المرة، وأبلغ نتنياهو بأنه إذا تم طرح مشروع القرار للتصويت، فإن روسيا ستسقطه".
وقال نتنياهو، خلال الاجتماع المغلق قبل أيام معدودة، إن أوباما علم بنية روسيا إحباط مشروع القرار، "وأدرك أوباما أنه إذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو للدفاع عن إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، فإن ذلك سيمس بشكل بالغ بمصداقية الولايات المتحدة كحليفة لإسرائيل، كما ستتضرر صورة أوباما في أوساط الجالية اليهودية، ولذلك قرر عدم طرح مبادرته".