قامت الجرافات والآليات بحماية قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، بمداهمة قرية سعوة مسلوبة الاعتراف بالنقب ومحاصرتها، وأقدمت على هدم 5 مساكن من الصفيح بذريعة انعدام التراخيص.
وقال شهود عيان إن الشرطة وآليات الهدم تنتشر في منطقة النقب منذ الصباح، ويأتي ذلك في سياق الحملة المسعورة للجان التنظيم والبناء على القرى العربية في النقب، ويُخشى من إقدام السلطات على هدم منازل أخرى بذريعة انعدام التراخيص.
وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة زبارقة، لـ'عرب 48'، إن 'عمليات الهدم هي استمرار للهجمة البربرية الشعواء على شعبنا ومحاولة للإجهاز على النقب وتهجير الناس لتركيزهم في مستنقعات فقر وبطالة وهي محاولات ستكسر على صخرة صلابة ومتانة أهلنا في النقب'.
وأضاف الزبارقة أن 'ترك الناس في العراء دون مأوى جريمة بكل المقاييس، لكننا نعول على صمود شعبنا وأهلنا، وسنستنفذ كل الوسائل والطرق لتعزيز صمود الناس والتصدي لهذه السياسة المجرمة مع علمنا أنه لا قضاء ينصفنا ولا قيم إنسانية أخلاقية تردعهم'.
وتتواصل عمليات هدم المنازل في الوقت الذي تشهد البلدات العربية أزمة سكنية خانقة ونقص حاد بالأراضي وقسائم البناء للأزواج الشابة.
وواصلت السلطات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة هدم منازل تعود للمواطنين العرب في النقب، حيث قامت بهدم المنازل وحرث آلاف الدونمات وإبادة المحاصيل الزراعية بادعاء أنها أرض تابعة للدولة!
الجدير ذكره أنه يعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران.
وهدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية بحماية قوات من الشرطة، بتاريخ 25.4.2017، قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، وهدمت منازلها المكونة من الصفيح، للمرة الـ112 على التوالي.
القرى العربية البدوية مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب هي 46 قرية لا تعترف بها دولة إسرائيل، تتعامل السلطات مع هذه القرى على أنها قرى 'مبعثرة' أو غير قانونية. ومن هذه القرى، قرى أقيمت قبل قيام الدولة عام 1948 وتسمى قرى تاريخية، والقرى الأخرى وهي قرى لاجئين، فهذه القرى جرى هدمها ونقل سكانها في سنوات الخمسين إلى مناطق أخرى للسكن فيها.
خلال سنوات الخمسين بدأت إسرائيل بتركيز السكان العرب في منطقة الحصار بين بئر السبع، عراد وديمونا، وفرض آنذاك الحكم العسكري على العرب الفلسطينيين. العديد من أراضي النقب أعلنت بأنها أراضي دولة، وفي العام 1965 حين سن قانون التخطيط والبناء أعلن عن الأراضي بأنها أراضي زراعية، وحسب هذا 'القانون' يعتبر البناء على هذه الأراضي 'بناء غير مرخص'.
في الواقع، لا تعترف إسرائيل بالقرى التاريخية ولا بالقرى التي نقل إليها السكان في سنوات الخمسين في الغالب.
يسكن السكان في قرى لا تتوفر فيها أي خدمات من الدولة كالماء والكهرباء والمدارس ورياض الأطفال وعيادات صحية، أو أنها تتوفر بشكل ضئيل وفي كل هذه القرى لا توجد بنى تحتية.