من المزمع أن تقدم النيابة العامة، اليوم الخميس، لائحتي اتهام ضد شخصين من قرية حورة بالنقب، بالإضافة إلى طلب تمديد فترة اعتقالهما حتى الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية القضائية ضدهما، وذلك لاشتباه بضلوعهما في جريمة قتل المحامي آدم الهواشلة (42 عاما) بدافع الثأر والانتقام.
ويُستدل من ملف الجريمة، بحسب ما سُمح بنشره، أن المحامي آدم الهواشلة من قرية مولداة القريبة من بلدة حورة كان بجوار منزله مساء الإثنين الموافق 12.6.2017 وتعرض لجريمة إطلاق النار فأصيب بجروح بالغة توفي على أثرها في مستشفى 'سوروكا' بعد أن فشل الأطباء في إنقاذ حياته رغم محاولاتهم العديدة.
وفي التفاصيل، أطلقت سيارة خصوصية أمام منزل الهواشلة صفارتها 'الزامور' فخرج الهواشلة من باب منزله لفحص الحاصل، وفوجئ بإطلاق وابل من العيارات النارية عليه وإصابته، ثم هرب السائق بالسيارة من المكان.
وعلى أثر ذلك، اعتقلت الشرطة عدة مشتبهين بالضلوع في الجريمة وضبطت مسدسا كان مخبأ في كيس أعلاف على سطح منزل أحد المشتبهين المعتقلين، ومن ثم اعتقلت مشتبها آخر بتاريخ 5.7.2017 وهو والد ضحية جريمة قتل، المرحوم عبد الله الأطرش (25 عاما) من سكان مولداة الذي كان قد قتل بتاريخ 14.5.2017.
ونسبت الشرطة للأطرش بأنه وقف وراء جريمة قتل المرحوم الهواشلة انتقاما لجريمة قتل ابنه التي وقعت على خلفية نزاع على أرض، وأنه دفع مبلغ 50 ألف شيقل للمشتبه المركزي، وهو قاتل مأجور بالثلاثينات من عمره، الذي اعتُقل بتاريخ 20.7.2017 مقابل تنفيذ الجريمة، وتبين خلال التحقيقات أنه كان قد استلم المبلغ فعلا من الأطرش مقابل تنفيذه الجريمة، بحسب ما جاء في ملف الجريمة.
وتسود البلدات العربية في البلاد أجواء مشحونة بالتوتر والقلق في أعقاب تزايد جرائم القتل وفوضى السلاح ومظاهر العنف المتزايدة وبأشكال مختلفة.
وتعود خلفية غالبية جرائم العنف التي وقعت في الأعوام الأخيرة إلى أسباب جنائية، في وقت يبدو واضحا فيه تقاعس الشرطة وتخاذلها المتواصل في مكافحة جرائم القتل، وعدم التوصل إلى الجناة ومعاقبتهم، وإغلاق الملفات بسبب عدم وجود أدلة لإدانة القتلة المجرمين الذي بقوا أحرارا طلقاء.
ولا تختلف أي بلدة عربية كثيرا في معاناتها عن سائر البلدات العربية في الداخل، فجميعها يرزح ويعاني تحت وطأة العنف وفوضى السلاح وجرائم القتل، والتي تسببت بمقتل أكثر من 1100 عربي في غضون 16 عاما.