احتضنت قرية جت المثلث، مساء اليوم الإثنين، المسيرة والمهرجان المركزيين إحياء للذكرى الـ18 لشهداء هبة القدس والأقصى، حيث انطلقت من قبالة ضريح الشهيد رامي غرة، تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا بمشاركة قيادات وكوادر الأحزاب والحركات الوطنية وذوي الشهداء ورؤساء السلطات المحلية ونواب القائمة المشتركة.
ورفع المشاركون في المسيرة صور شهداء هبة القدس والأقصى والأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الممجدة لذكرى الشهداء.
كما رفعوا اللافتات التي كتب عليها شعارات تؤكد على مواصلة مسيرة النضال بالدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات وجوهرها القدس والأقصى، مع التأكيد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الإسرائيلية والأميركية ممثلة بـ"صفقة القرن"، ونددوا بممارسات المؤسسة الإسرائيلية والتشريعات العنصرية في الكنيست والتي كان آخرها "قانون القومية" الذي يمهد لتصفية القضية الفلسطينية.
وبرزت مشاركة وحضور الأجيال الشابة في المسيرة التي طافت شوارع القرية وحطت في ساحة ابن رشد الجماهيرية التي احتضنت المهرجان الخطابي الذي توج فعاليات إحياء ذكرى الشهداء التي انطلقت صباحا، بالتزامن مع الإضراب الشامل الذي عّم المجتمع العربي، من بلدة عرابة في الجليل بزيارة أضرحة الشهداء مرورا بجميع البلدات في الجليل والمثلث التي استشهد بها شبان برصاص الشرطة الإسرائيلية.
وانتهت المسيرة بمهرجان خطابي تولى عرافته المربي محمود وتد، ومن ثم كانت كلمة رئيس المجلس محمد طاهر وتد، الذي وجه التحية والتقدير لأهالي الشهداء، وأكد على ضرورة مواصلة النضال ومسيرة الشهداء بالدفاع عن القدس والأقصى، داعيًا إلى مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني، كما دعا إلى الوحدة ورص الصفوف "لمواجهة التحديات والتشريعات العنصرية التي كان آخرها قانون القومية الذي يريد اقتلاعنا من أرض الوطن، ونحن متجذرون وراسخون حتى ينال شعبنا حقوق وحريته واستقلاله".
وتحدث رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، الذي وجه التحية للشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده لانضمامه إلى الإضراب واحياء ذكرى هبة القدس والاقصى ومواجهة قانون القومية، ووجه التحيات إلى أهالي الشهداء وأكد مواصلة نضال ومسيرة الشهداء التي روت دماؤهم ثرى الوطن، داعيا إلى تعزيز النضال لإفشال قانون القومية الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، ومؤكدا أن الإضراب بداية لانطلاقة جديدة في مسيرة طويلة لمواجهة المؤسسة الإسرائيلية وإفشال مخططاتها التي تستهدف وجودنا مع مواصلة النضال حتى هزم قانون الأبرتهايد.
وقال بركة إن هذه الإضراب الشامل، هو الأول منذ العام 1963، ويُشير إلى دلالات جديدة في النضال وإفشال قانون القومية الذي يُجسّد اعتداءً على فلسطين وأبناء الشعب الفلسطيني.
بدوره، تحدث رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مازن غنايم، الذي دعا إلى "وحدة الشعب الفلسطيني والتسريع في إتمام المصالحة الفلسطينية لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية الأميركية".
وشدد غنايم على أن "ملف الشهداء سيبقى مفتوحا ولن يندمل الجرح حتى يقدم القتلة للمحاكمة"، لافتا إلى أن الشهداء دفعوا ضريبة الدم ليعيش الشعب الفلسطيني ويواصل مسيرة النضال حتى الحرية والاستقلال.
وأوضح أن "قانون القومية" يعتبر "بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وليس على الداخل الفلسطيني أو القدس والأقصى"، داعيا إلى "تعزيز وحدة الجماهير العربية من أجل مواجهة التحديات والتأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية والقومية العربية".
وعن عائلات الشهداء تحدث عبد المنعم أبو صالح، والد الشهيد وليد من سخنين، الذي أكد في كلمته على أهمية "مواصلة إحياء إرث ومسيرة الشهداء وتخليدها لدى أبناء الشعب الفلسطيني".
وشدد في كلمته على "ضرورة الوحدة ورص الصفوف حتى إفشال قانون القومية الذي يستهدف وجود الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده".
كما دعا إلى مواصلة المسار القضائي حتى يتم محاكمة أفراد الشرطة الذين قتلوا برصاصهم 13 شابًا بدم بارد. لافتا إلى أن عائلات الشهداء تعيش على ذكريات أولادهم ولن تنساهم.