نشرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أمس، الخميس، معطيات حول عدد السكان في إسرائيل، بمناسبة "يوم الاستقلال"، الذي يصادف يوم الخميس المقبل. وحسب المعطيات الجديدة، فإن عدد السكان بلغ تسعة ملايين وتسعة آلاف نسمة، لكن هذا المعطى يشمل الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، البالغ عددهم حوالي 350 الفا، حسب إحصائية من نهاية العام 2017.
وأضافت المعطيات أن عدد اليهود في البلاد 6,738,500 ويشكلون نسبة 74.8% من السكان، بينهما عدد العرب 1,970,200 نسمة، يشمل المقدسيين، ويشكلون 21.8%.
وأشارت الدائرة إلى أنه لدى تأسيس إسرائيل، في العام 1948، بلغ عدد السكان 850 ألفا، بينهم 650 ألف يهودي و150 ألف عربي، بعد تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني إبان النكبة.
وهناك 300 ألف مواطن في إسرائيل، اليوم، من دون تعريف ديني، وغالبيتهم من المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق.
وقالت الدائرة إنه يوجد في إسرائيل حاليا قرابة 200 ألف عامل أجنبي، يتواجد نصفهم في البلاد بصورة قانونية، ونصفهم الآخر سواح دخلوا إلى البلاد بتأشيرة سائح ولم يغادروها.
وتابعت الدائرة أنه يتواجد عشرات آلاف طالبي اللجوء الأفارقة، وغالبيتهم سودانيون وإريتريون.
تفيد الإحصائيات بأن عدد اليهود في الولايات المتحدة يبلغ، الآن، حوالي 6.7، لكن المؤسسة الدينية اليهودية في إسرائيل لا تعترف بيهودية غالبيتهم. كذلك تتوقع هذه الإحصائيات تراجع عددهم بـ2% بحلول العام 2050، وبين أسباب ذلك الزواج المختلط مع غير اليهود، الذي يشكل حاليا 60% من حالات زواج الأميركيين اليهود.
ويشكل الأميركيون من التيار اليهودي الإصلاحي 35% من اليهود، و10% ينتمون إلى التيار المحافظ، و30% لا يعبرون عن انتمائهم إلى أي تيار يهودي. ويشكل اليهود الأرثوذكس 10% فقط من الأميركيين اليهود، علما أن الغالبية الساحقة من اليهود في إسرائيل ينتمون إلى اليهودية الأرثوذكسية، التي تشكك في يهودية التيارات الأخرى.
وتختلف أفكار ومعتقدات اليهود غير الأرثوذكس في الولايات المتحدة كثيرا عن معتقدات اليهود في إسرائيل. ووفقا لبحث أجراه معهد "بيو" الأميركي، في العام 2017، فإن 80% من الأميركيين اليهود يؤيدون الزواج المدني والتهوّد وفقا للتيار الإصلاحي. كذلك يؤيد 73% الصلاة المختلطة، بين الرجال والنساء، في باحة عند حائط البراق، وهذه أمور يرفضها الأرثوذكس بالمطلق.
بسبب هذه الاختلافات، يُطرح السؤال حول تعريف اليهودي. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الجمعة، عن البروفيسور إيلان تروان، وهو باحث متقاعد من جامعة بن غوريون، في بئر السبع، قوله إن "كل شيء منوط بتعريف من هو اليهودي. وعلى سبيل المثال، كيف يتم تعريف الأولاد المشتركين، إذا كانت المرأة قد تهوّدت، وبحسب أي تيار؟ وهناك فروق هائلة من ناحية عدد اليهود إذا نظرنا إلى طريقة التهود، ولذلك هناك خبراء الذين سيعدون ملايين اليهود الآخرين، مقابل خبراء آخرين الذين يؤيدون الموقف الأرثوذكسي. ويوجد بالتأكيد زيجات مختلطة أكثر، لكن من يسعى إلى عدد دقيق سيضطر إلى تكوين موقف لكي يحصي عدد اليهود بموجبه".
وأشارت الصحيفة إلى اختلاف المواقف السياسية بين اليهود في إسرائيل والولايات المتحدة. فقد أظهرت استطلاعات أن 80% من اليهود في إسرائيل عبروا عن تأييدهم لسياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل و85% بنقل السفارة الأميركية إليها. في المقابل، فإن 57% من الأميركيين اليهود عبروا عن معارضتهم لسياسة ترامب، و47% عارضوا نقل السفارة إلى القدس.
وأضافت الصحيفة أن أحد التفسيرات لاختلاف المواقف هذا نابع من أن قرابة نصف (49%) يهود الولايات المتحدة يصفون أنفسهم بأنهم ينتمون إلى الجانب الليبرالي في الخريطة السياسية الأميركية، و29% ينتمون للوسط و19% يصفون أنفسهم بأنهم محافظون.