جلجولية .. بلد التاريخ له في الأرض جذور
تعد قرية جلجولية في المثلث الجنوبي، احدى أعرق القرى الفلسطينية التي خلّد اسمها التاريخ، وقد قامت على انقاض بلدة كنعانية كانت تعرف باسم جلجال في عهد الرومان، فيما تعددت الروايات حول الاسم وتناولته كتب تاريخ مختلفة، فذكر اسم جلجوليس وجوليلر
وفي عصر المماليك عام 1265 م قسّم الظاهر بيبرس الحاكم آن ذاك القرية بالتساوي بين قادته الثلاثة وهم: الأمير علاء الدين كشغندي الشمسي الذي أستشهد في حصار عكا سنة 690 هـ وبدر الدين بكتاش الغزي أمير السلاح الذي عمل كمسئول عن السلاح في عصر ملوك السلطانية، والأمير بدر الدين بكتوت بجكا الرومي.
وضمت القرية الى الحكم الإسرائيلية مع عدة قرى ومدن قريبة في المثلث بموجب معاهدة رودوس عام 1949.
تقع جلجولية على بعد 35 كلم شرقي البحر الأبيض المتوسط ، يحدها من الجهة الشمالية وعلى ما يقارب 3 كلم مدينة قلقيلية ومن الجهة الجنوبية قرية "كفر برا والتي تبعد ما يقارب 2 كلم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 8700 نسمه في إحصائية سنة 2011 وجميعهم من المسلمين .
وتبلغ مساحة القرية اليوم ما يُقارب (1,900) دونما (1,000) دونماً مساحة بناء و (900) دونماً للزراعة في حين بلغت قبل النكبة 12658 دونما تحيط بها قرية حبلة وخربة خريش وكفر برا وكفر سابا وبيار عدس.
وللقرية حكايات مع ثلة من العلماء القدامى ذكر التاريخ منهم عمران بن إدريس، أبو محمد زين الدين الجلجولي ثم الدمشقي الشافعي الذي ولد عام 734 هـ وتوفي عام803 هجري ومحمد بن علي بن سالم ألغزي الجلجولي الذي ولد في جلجولية وأقام بها وهو يعد من علماء القرن التاسع وموسى بن رجب بن راشد بن ناصر الدين محمد الشرف الكناني الجلجولي المقدسي الشافعي، ولد في جلجولية سنة (721 هـ) وقد نشأ بها وأخذ العلم عن علمائها وعلماء القدس حيث ولع بالنظم والأدب و القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بدر الدين حسن الجلجولي.
تحتوي القرية على آثار مختلفة منها أنقاض جامع وبئر أبو العون و خان، الذي كان مركز للراحة على طريق مصر-الشام أُقيمت بأوائل القرن الثامن الهجري والذي بدأ كما يقول عالم الاثار عبد الرازق متاني من قرية مجدل صادق في الجنوب ويمر في منطقة النبي بنيامين ثم جلجولية ويصل الى قلنسوة ويواصل الى بلاد الشام، ويعاني هذا الخان الطبير من الاهمال بحيث تكثر فيه الاوساخ والاعشاب وتساقط الحجارة بفعل عوامل الطبيعة ويستعمل بعض الاحيان كوكر لتعاطي السموم ، وقامت السلطة المحلية باجاطته بجدار من الزنك حفاظا على امان السكان او الداخلين اليه.
اما انقاض الجامع فهي تعود لمسجد بني في الفترة الايوبية وهومتصدع وآيل للسقوط ويعاني كذلك من الاهمال والداخل اليه يمكن ان يشاهد سوء استعمال المكان لكن محرابه الجميل جدا ما زال قائما.
ومن الاثار التي تسلك طريق الاندثار بئر ابو العون وهو بئر قديمة كانت تستعملها القوافل المتجهة الى بلاد الشام وهذا البئر لم يتبق الا اسمه وكومة حجارة قد يستنتج الزائرانه كان هنا بئر ماء.
وبما يتعلق في سلك التعليم، فالقرية افتقدت للمدرسة حتى اوائل الاربعينات من القرن الماضي، فتعلم كثير من الأولاد خلال اربعينيات القرن الماضي في الكتاب، وقد اشتهر المعلم الشيخ امام البلد الشيخ يوسف السيفاريني.
وكان الشيخ يعلم الأطفال في غرفة بجانب دكان شحادة مرار، وفي سنة 1940م جاءت عائلة الشيخ سعيد محمد رابي من رنتيس والذي أصبح إماما للقرية ومعلماً للكُتاب.
وكان الكُتاب في غرفة كبيرة في دار عمر الجيوسي بينما كان عدد من أولاد القرية يدرسون في مدرسة قلقيلية الابتدائية، فكانوا يسافرون يومياً مشياً على الأقدام أو على ظهورالدواب ، وفي سنة 1945 م حيث قام الأهالي ببناء غرفة كبيرة جعلوها مدرسة، وأرسلت إليهم دائرة المعارف معلماً من قلقيلية وفي عام 1948 م خرج المعلم من القرية ولم يعد في القرية مدرسة حكومية. وفي أوائل تلك السنة دخل الجيش العراقي وأصبح هو المسئول عن القرية قبل معاهدة رودوس .
وفي حينه أحس الأهالي بضرورة أن يكون لأبنائهم مدرسة، فاقترح المختار المرحوم سعيد إبراهيم رابي أن يقوم أحد الشبان المتعلمين بتدريس الطلاب في غرفة المدرسة التي بنتها القرية. وقد وقع الإختيار على الشاب مصطفى مرار ليقوم بالمهمة حتى سلمت جلجولية لليهود حسب المعاهدة المذكورة في 19/05/1949 ، عين المندوب العام لوزارة المعارف الشاب مصطفى مرار في وظيفته، استمر مصطفى مرار في العمل مدة سنة والتحق بعدها بدار المعلمين في يافا واستلم إدارة المدرسة في هذه الفترة السيد محمد عبد الرحمن أبو خيط من قرية الطيرة وعُين معلماً معه السيد بكر أبو كشك، وفي سنة (1952-1953 مـ ازداد عدد الطلاب بفضل قانون التعليم الالزامي فأقرت الوزارة بناء عدة غرف وبقيت تتطور القرية ليصل فيها عدد المدارس الى 5 مدارس والاف الطلاب منها 3 مدارس ابتدائية وواحدة اعدادية وواحدة ثانوية وفي القرية ثلاثة مساجد احدهما قيد الانشاء بمساحة اكثر من 4000 متر .