قتل 34 شخصا على الأقل وأصيب 125 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة في ساحة مزدحمة وسط أنقرة مساء أمس الأحد، بعيد ثلاثة أسابيع من هجوم انتحاري سابق أوقع 29 قتيلا في العاصمة التركية.
وقالت الحكومة التركية إن سيارة مفخخة انفجرت عند موقف حافلات في ساحة كيزيلاي التي تعتبر شريانا اقتصاديا رئيسيا ومركزا للمواصلات وتقع على مقربة من منطقة السفارات في العاصمة التركية، حيث أدى التفجير إلى احتراق العديد من السيارات والحافلات.
ولم يصدر أي تبني للهجوم لكن أسلوب تنفيذه شبيه بهجوم انتحاري آخر بسيارة مفخخة استهدف عربات نقل عسكريين في منطقة غير بعيدة من ساحة كيزيلاي في 17 شباط/فبراير، وخلف 29 قتيلا.
وتبنت ذلك الهجوم مجموعة 'صقور حرية كردستان' المنشقة عن حزب العمال الكردستاني بعد ثلاثة أيام من ذلك وهددت باستهداف المواقع السياحية التركية بالخصوص.
وكان الرئيس التركي رجب إردوغان ورئيس وزرائه داود أوغلو نسبا الهجوم حينها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية بدعم من حزب العمال الكردستاني التركي. لكن التنظيمين نفيا قطعيا هذه الاتهامات.
ولم يحدد إردوغان ولا أوغلو مساء الأحد أي جهة باعتبارها مسؤولة عن الهجوم الأخير.
وقال رئيس الوزراء في بيان 'لدينا معلومات ملموسة عن مجموعة إرهابية دبرت الهجوم' و 'سنحصل سريعا على النتائج الكاملة للتحقيق وسننشرها'. وقالت وكالة الأناضول إن داود أوغلو يشير بذلك إلى حزب العمال الكردستاني (بي كا كا).
وندد إردوغان ب 'هجمات ضد وحدتنا وبلادنا وشعبنا' مؤكدا 'أن دولتنا لن تتخلى أبدا عن استخدام حقها في الدفاع الشرعي أمام أي تهديد إرهابي'.
وكشفت وزيرة خارجية استراليا جولي بيشوب أن السفير الاسترالي في أنقرة نجا من الهجوم. وقالت إنه 'كان في سيارته حين انفجرت القنبلة، ولم يكن بعيدا سوى 20 مترا' من الانفجار.
وكانت السفارة الأميركية في تركيا حذرت الجمعة مواطنيها من 'هجوم إرهابي محتمل' في أنقرة يستهدف 'مباني حكومية تركية وعمارات' في الحي الذي شهد هجوم 17 شبا'فبراير الماضي.
وأمر قاض في أنقرة مساء الأحد بمنع نشر أية معلومات عن الهجوم على الانترنت وخصوصا على المواقع الاجتماعية فيسبوك وتويتر حيث تروج العديد من الصور وأشرطة الفيديو.
وتعيش تركيا منذ صيف 2015 حالة إنذار قصوى بعد سلسلة اعتداءات دامية نسبت السلطات أربعة منها لتنظيم 'الدولة الإسلامية'.
وكان أشدها دموية اعتداء انتحاري مزدوج في أنقرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2015 أدى إلى مقتل 103 أشخاص.
وفي 12 كانون الثاني/يناير قتل 12 سائحا ألمانيا في هجوم انتحاري آخر في حي السلطان احمد السياحي في اسطنبول.
وبعد أن اتهمت لفترة طويلة بالتهاون مع التنظيمات المتطرفة التي تحارب النظام السوري ، انضمت تركيا صيف 2015 إلى التحالف ضد الجهاديين وأوقفت العديد من عناصر خلايا لتنظيم 'الدولة الإسلامية' على أراضيها.
كما تواجه تركيا أيضا منذ تموز/يوليو 2015 عودة النزاع الكردي. وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحي حزب العمال الكردستاني في العديد من مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية.
وأنهت هذه المعارك مباحثات سلام بدأتها الحكومة التركية مع حزب العمال في خريف 2012 في مسعى لإنهاء هذا التمرد الذي أوقع أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه في 1984.