شهد الأسبوع الثاني من أبريل/نيسان الحالي اندلاع مواجهات بمخيم اليرموك بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة الذين يسيطران بشكل رئيسي على أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك في محاولة لتوسيع رقعة نفوذ كل منهما والامتداد أكثر باتجاه العاصمة دمشق.
وحرمت تلك المواجهات المستمرة حتى اليوم آلاف المدنيين من الخروج من منازلهم خوفاً من أعمال القنص وإطلاق النار والقصف، والتي أوقعت عدة مدنيين بين قتيل وجريح، كما فاقمت صعوبةَ الحصول على مياه الآبار التي تعتمد عليها العائلات بسبب انقطاع مياه الشرب عن المخيم منذ أكثر من 500 يوم، وأدت لدمار واحتراق عدد من المنازل والمحال بسبب استخدام تنظيم الدولة لمختلف أنواع الأسلحة بما فيها القنابل الحارقة.
وحذرت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا من "كارثة إنسانية جديدة داخل مخيم اليرموك"، داعية لتدخلٍ سريع وفوري من كل الأطراف لوقف الأعمال القتالية وتحييد المدنيين وإجلائهم لمناطق أكثر أمنا داخل المخيم.
بدوره أعرب المتحدث باسم وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين الأونروا كريس غانيس عن قلقه إزاء الآثار الإنسانية المترتبة عن النزاع المسلح العنيف بين الجماعات المسلحة المتطرفة داخل مخيم اليرموك، مما زاد من التوتر الشديد والمعاناة المفروضة على المدنيين".
ودعا في تصريحات نشرها القسم الإعلامي للأمم المتحدة الأطرافَ المعنية لوقف الأعمال العدائية والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي باحترام وحماية أرواح المدنيين في المخيم.
وفي حديث للجزيرة نت وصف الناشط الإعلامي أبو سركيس الوضع الميداني بأنه "سيئ للغاية بسبب اشتباك الفصيلين قرب المناطق السكنية في شوارع اليرموك وحيفا والجاعونة، مما أدى لحصار المدنيين في منازلهم ومنعهم من الخروج".
وأضاف الناشط الإعلامي الذي يقيم داخل المخيم أن سبب المواجهات المفاجئة بين التنظيمين المسلحين يعود لخلاف وقع بينهما بعد هدنة فاشلة يتهم كل طرفٍ الآخرَ بنقضها.
وأشار أبو سركيس إلى استغلال النظام وبعض الفصائل الفلسطينية الموالية له -والتي تسيطر على شمال المخيم- للمعارك المذكورة في محاولةً التسلل والاستيلاء على مواقع جديدة، إلا أن المجموعات المسيطرة على المخيم عملت على التصدي لتلك المحاولات.
كما نوّه في حديثه للظروف غير الإنسانية التي يعيش فيها حوالي 3500 عائلة في المخيم بعد توقف معظم الهيئات والمؤسسات الإغاثية والإنسانية عن تقديم خدماتها بسبب صعوبة العمل، خاصة فيما يتعلق بتشغيل آبار المياه وهي مصدر المياه الوحيد في المخيم.
وتابع "في حين تمثل مناطق يلدا وببيلا المجاورة وجهةً لمن يرغب بالخروج من المخيم بعد مهادنتها للنظام منذ حوالي عامين، إلا أن مضايقة الأهالي من قبل قوات النظام لدى محاولة العبور لتلك المناطق بعد سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من المخيم في أبريل/نيسان من العام الفائت، إضافة لخوفهم على منازلهم من السلب والحرق، يجعل من مخيم اليرموك الملاذ الوحيد لتلك العائلات".