يسود هدوء حذر لليوم الثاني على التوالي، خطوط الجبهة في العاصمة الليبية طرابلس، بعد أن تعهدت الأطراف المتنازعة في ليبيا، بالتزامها بوقف إطلاق النار، بعد 10 أشهر من هجوم ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس بهدف الاستيلاء عليها.
وفي سياق المبادرات الدولية لاحتواء الأزمة في ليبيا وتثبيت وقف إطلاق النار، أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الإثنين، أن مؤتمرا دوليا حول ليبيا يضم طرفي النزاع والدول الفاعلة فيه سيعقد في برلين في كانون الثاني/يناير.
وأعلن المتحدث شتيفن زايبرت أن "التحضيرات لمؤتمر من هذا النوع جارية، ويجب أن يعقد هنا في برلين في كل الأحوال في كانون الثاني/يناير".
وبموازاة ذلك، أعلنت الرئاسة التركية عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اليوم نفسه لبرلين، دون أن تحدد خلفيات الزيارة.
وأكدت الرئاسة المصرية من جهتها أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ويفترض أن تشارك في هذا المؤتمر عشر دول على الأقل هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع ألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات.
وبعد مرور 36 ساعة على بدء سريان وقف إطلاق النار، اتهمت الأطراف بعضها البعض، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دعا إليه، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ودخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الأحد.
إلى ذلك، أعادت شركات الطيران الليبية استئناف تسيير الرحلات من وإلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، بعد إغلاق استمر لأيام نتيجة تعرضه للقصف وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الخطوط الجوية الليبية محمد قنيوه، لوكالة فرانس برس إن "الشركة قامت بإعادة تسيير رحلاتها من وإلى مطار معيتيقة الدولي، حيث ستستقبل اليوم الرحلات العودة من تونس واسطنبول إلى طرابلس".
وأضاف أن "معظم الشركات الناقلة باشرت رحلاتها من وإلى المطار".
وشهدت طرابلس اليوم هدوءا كبيرا، ولم تسمع أصوات اشتباكات، بالرغم من تبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار في عدد من المواقع القتالية أمس الأحد.
وأعلنت حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة مقرها طرابلس، عودة الرحلات الجوية بمطار العاصمة طرابلس في منتصف الشهر الماضي، عقب إغلاقه أكثر من ثلاثة أشهر بسبب تعرضه المتكرر لقصف جوي.
وقد أغلق مجددا في الأيام الماضية جراء تعرضه لقصف مكثف. وحملت حكومة الوفاق حينها قوات المشير خليفة حفتر مسؤولية استهدافه.
وسبق إغلاق المطار مرات عدة بسبب تكرار القصف الجوي لقوات حفتر التي تتهم حكومة الوفاق باستخدامه "لأغراض عسكريّة"، فضلاً عن اتهامات أخرى بإقلاع طائرات بدون طيّار تركيّة من مدرجه.