أصيب العشرات بجروح متفاوتة جراء الاشتباكات الليلية بين متظاهرين وعناصر من الجيش اللبناني في العديد من المحافظات، وذلك احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والتراجع غير المسبوق في قيمة العملة الوطنية في بلد يسعى لاحتواء جائحة كورونا.
وبعد هدوء اقتصر على بضع ساعات في طرابلس، عاد المتظاهرون إلى الشارع ما ينذر بتجدد المواجهات التي سجلت، يوم الإثنين، وأوقعت قتيلا في صفوف المحتجين يبلغ 26 عاما قضى متأثرا بطلق ناري أصيب به ليلا.
وتتواصل الاحتجاجات في العاصمة بيروت لليوم الثاني على التوالي، حيث انطلقت مسيرات راجلة لمئات من المحتجين من منطقة كورنيش المزرعة باتجاه منطقة المتحف.
ووصل عشرات المحتجين أمام مصرف لبنان المركزي في الحمرا، ورشقوا مبنى المصرف بحجارة، في ظل انتشار لعناصر قوات مكافحة الشغب، حيث سقط خمسة جرحى في مواجهة بين المحتجين وعناصر من الجيش في منطقة الضبية شرقي بيروت.
بينما في صيدا، شارك مئات الشباب بوقفة احتجاجية أمام فرع مصرف لبنان المركزي بالمدينة، رفضا للغلاء المستشري واحتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وألقى محتجون مفرقعات نارية باتجاه مبنى المصرف، مما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
ووضعت عناصر من قوات الأمن أسلاكا شائكة بمحيط المصرف، بعد محاولة محتجين تسلّق بوابته. ووقع تدافع بين المحتجين وعناصر من الجيش، مما أسقط جرحى لم يتضح عددهم على الفور.
وفي البقاع قطع المحتجون طريق عام المرج بالاتجاهين وعمد قسم منهم إلى تحطيم واجهات عدد من المصارف في منطقة قب إلياس، كما حصل اشتباك بين أهالي بر إلياس وأهالي المرج على خلفية الأعمال التي طاولت المصارف.
وشهدت طرابلس أعمال عنف خلال النهار. وخرب مئات المتظاهرين نحو ستة مصارف وأحرقوها، كما اقتلعوا حجارة الأرصفة واستخدموها في رشق الجنود وأحرقوا سيارتين تابعتين للجيش.
وأطلقت القوات المسلحة الغاز المسيل لدموع والأعيرة المطاطية لتفريق المتظاهرين.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويحتج المتظاهرون على الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية وخسارة قدرتهم الشرائية مع تدهور قيمة الليرة. ويشكو كثيرون من عدم قدرتهم على تأمين لقمة عيشهم خصوصا خلال شهر رمضان.
وأقر رئيس الحكومة حسان دياب، خلال جلسة عقدتها الحكومة، بحسب كلمة وزعها مكتبه الاعلامي، بأن "الأزمة المعيشية والاجتماعية تفاقمت بسرعة قياسية".
وأبدى تفهمه "صرخة الناس" إلا أنه أكد رفضه تحويل المطالب "إلى حالة شغب". وحذر من "وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهزّ الاستقرار الأمني" واصفاً ذلك بأنه "لعب بالنار"، في وقت تواجه حكومته حملة من القوى السياسية المناوئة لها.
وقدر وزير الاقتصاد راوول نعمة، نسبة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بـ 55 في المئة.