قمعت قوات الأمن في لبنان، الاحتجاجات الغاضبة التي خرجت عصر اليوم، السبت، بعد أربعة أيام من التفجير الضخم الذي ضرب بيروت، متسببًا بمقتل أكثر من 150 شخصًا وإصابة خمسة آلاف آخرين.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على محتجين في محيط البرلمان، فيما دعا الجيش اللبناني، المحتجين إلى "الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك".
وانتشرت منذ ساعات الصباح، قوى الأمن الداخلي، وقوات فرقة مكافحة الشغب ودوريات التابعة لقوات الجيش اللبناني في محيط العاصمة اللبنانية، تزامنا مع التظاهرات احتجاجا على فساد النخبة الحاكمة.
وتعمل القوى الأمنية على فرض طوقًا أمنيا في محيط البرلمان، وسط إصرار المتظاهرين على التواجد في المنطقة وسط اشتباكات مع قوى الأمن التي حاولت إجبار المتظاهرين إلى التراجع باتجاه ساحة الشهداء.
في بيان صدر عنها، قالت قوى الأمن الداخلي اللبناني: "نطلب من المتظاهرين عدم التعرض لعناصرنا الذين يقومون بواجبهم للحفاظ على الأمن"، ذكرت أنه "نتفهم غضب المتظاهرين ونطلب منهم ضبط النفس والتعبير بشكل سلمي".
وأثار الانفجار، الذي حوّل بيروت ساحة خراب كبيرة وشرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم، تعاطفًا دوليًا مع لبنان، الذي يصله مسؤولون غربيون وعرب تباعًا وتتدفق المساعدات الخارجية إليه عشيّة مؤتمر عبر تقنية الفيديو تنظمه فرنسا بالتعاون مع الأمم المتحدة، يوم غد الأحد، دعمًا للبنان، وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مشاركته فيه.
وأوقفت السلطات، التي تعهّدت بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار وعن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون إجراءات وقاية أو حماية، أكثر من 20 شخصًا على ذمّة التحقيق، بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون، على رأسهم رئيس مجلس إدارة المرفأ، حسن قريطم، ومدير عام الجمارك، بدري ضاهر، وفق مصدر أمني.
ولليوم الرابع على التوالي، تلملم بيروت جراحها ويعمل متطوعون وسكان أحيائها المتضررة على رفع الركام وشذرات الزجاج التي تطايرت في كل مكان وإصلاح ما يمكن إصلاحه في منازلهم المتضررة بشدة من الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، دعوات أطلقها ناشطون ومجموعات مدنية ممن شاركوا في التظاهرات التي شهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة، إلى التظاهر في بيروت تحت شعارات عدة بينها "علّقوا المشانق" و"يوم الحساب".