أفضل وأعظم وأحبّ الأيام إلى الله تبدأ من يوم غدٍ .. لذلك هي أفضل الأيّام التي يتقرب فيها الى الله ، لذلك يكون العمل الصّالح فيها أعظم وأوكد وأجره أجزل وأجل ..
والعمل الصّالح فيها بحسب رتبته فتكون الواجبات وإقامة الفرائض وترك المنكرات أعظمها وأعلاها وأحبّها وأكثرها ثوابًا ثم تليها النوافل بأنواعها ..
والعمل الصّالح يشمل العبادات والأخلاق وما كان بينك وبين الله ويشمل ما بينك وبين الخلق ، كلّ يتفاضل بحسب حاله ..
وأنّ الأعمال المتعدية يكون ثوابها أعلى وأكبر من الأعمال القاصرة ، فبر الوالدين مثلًا وحسن الجوار ورد السّلام وأغاثة الملهوف والمعروف وغيرها تفوق بالأجر على القيام والصيام والإعتكاف أحيانًا كما ورد في بعض الأحاديث الصّحيحة ..
فيكون بذلك العمل الصّالح المتعدي أفضل الأعمال في هذه الأيام ..
تأمّل هذين الحديثين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر "
وفي حديث : و قد صح عنه صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى: " لأن أمشي في حاجة أخي حتى أقضيها أحب إلى من أعتكف في المسجد شهراً"
ومثلها الكثير..
وأمّا الأعمال القاصرة فالواجبات كالصلوات الخمس ثم النفل كالصيام ثم الذكر المقيد كالتكبير أعلاها في هذه الأيام والتهليل والتحميد ثم الذكر المطلق والمأثور ..
ثمّ إن أصل ومنبع وأساس العمل الظاهر هو عمل القلب الباطن ، ومنه ما هو بينك وبين الله وما هو بينك وبين العباد ، فأخلاص العمل لله وصدق النوايا واستحضارها من أعظم الأعمال في العبادة ، وسلامة الصدر وحسن الظن ومحبة المسلمين من أعظم الأعمال وأجلها في عبادة الأخلاق والمعاملة ..
تأمل الحديث : " سُئِلَ النبي أي الناس أفضل؟ فقال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا: فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"
خلاصة الأمر أن الأعمال المتعديّة بشقيها الباطنة والظاهرة ، هي أفضل الأعمال في هذه الأيّام ..
ثم أنّ العبرة بكل هذه الأعمال هي قبولها بعد رفعها ..
تأمل هذين الحديثين :
يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"
وفي حديث آخر : "تُعرَض الأعمال كل يوم إثنين وخميس، فيغفر الله عزَّ وجلَّ في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا "
"فتصافحوا وتسامحوا وتغافروا وتناصحوا وتراحموا " ..
أخوكم المحبّ : يوسف تتر .