جفت الأقلام وامتلأت الصحف من الكلمات والمعاني التي تعبر وتجسد حال شبابنا اليوم. في المدارس والمؤسسات وأماكن العمل هناك فجوات يفتقر اليها مجتمعنا، وهذه الفجوات لا يسد محلها ولا مكانها إلا الشباب, الذين يؤمنون بقدراتهم ويجتهدون على أنفسهم لكي ترتقي هذه الكوكبة الى أعلى الدرجات.

الشباب قديما وحديثا يرفعون لواء ووسام العلم والمعرفة ويعملون باستمرار لكي يحققوا لمجتمعاتهم الرقي والتقدم العالمي.

مقالي هذا يجسد حال الشباب في بلدي أولا والوسط العربي ثانيا، نحن أمة تأسست وأنشأت على الكتابة, والقراءة, والعلم, والمعرفة, والهمه, والعزيمة, والقيادة, والمسؤولية الكاملة.

 على مر التاريخ قرأنا وشاهدنا كل الوقت ونحن في الصدارة وفي القمه هذا يدل على تفوقنا وتميزنا عن باقي الأمم ولا نقبل الا بالمحل الأول , لذلك يقول احد الحكماء اذا رضيت بالمرتبة الثانية فقد رضيت بالخسارة.                                                                       العصور والمجتمعات والحضارات الأخرى تعرف جيدا ما هي صفات وسمات الشاب المسلم لذلك أيها الشباب لماذا تشوه صورتنا الإيجابية.                                                         لكن للأسف الشديد نحن نعيش في ازمة تكاد ان تجعلنا في الحضيض تركنا العلم وابتعدنا عن القلم وهجرنا المعرفة وتجاهلنا الكتاب وذهبنا الى المقاهي والمنتديات الساخرة ونحن في الأساس بطبيعتنا وغريزتنا الرئيسية أصحاب دعوه وأصحاب رساله ,فيجب علينا ان نضع ذلك نصب اعيننا ونسعى للهدف السامي ونبدأ بالتغيير لأنفسنا أولا ولشبابنا اخرا عندها تصلح احوالنا ويعود عزنا ومجدنا للعودة الى العلم والمعرفة هذا سلاحنا الوحيد كشباب واعي مدرك ومثقف وفاهم لدينه ولوطنه ولمجتمعه , فتعالوا نبدأ بأنفسنا بالتغيير ببناء شخصيات قياديه ذات مسؤوليه تقود الأجيال القادمة التي تنتظرنا ونأخذهم الى بر الأمان حتى نشكل حضارة ذات مفاهيم اسلاميه راسخة وجسم متين يشد بعضه بعضا.

لا بد من مصارحة واقعيه مؤلمة نعيشها وهي أن شبابنا بعيدون كل البعد عن المكتبات والمؤسسات والجمعيات الجماهيرية التي تسعى الى القيام بنشاطات لأفراد البلدة فمن خلال هذه البوتقة نحن نعمل سويا على خلق واقع جديد ومستقبل أفضل لدمج افراد المجتمع لتحقيق الواجبات تجاه البلد وما ينقصها.                                                                             الشباب هم مقود السفينة والركاب هم أبناء البلد فنحن بدورنا لا بد لنا من توجيه السفينة الى المسار الصحيح، فهذه رحلة طويلة تحمل الكثير من المعاني والقيم لا بد من التخطيط والاعداد لهذه الرحلة لكي تكون مثمرة وموجزه.

المكتبات يجب ان نملئها حتى لا ننسى اننا امة أقرأ وأول ما أنزل على نبينا محمد صل الله عليه وسلم كلمة (أقرأ) التي تدل على العلم والمعرفة واكتساب المهارات.

وتصديقا لقدسية العلم واهميته يقول النبي الكريم (من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة).                                                                                       ويقول أحد الحكماء (من يظن ان التعليم مكلف فليجرب الجهل).

وانا أقول ان التعليم هو رأس مال الشاب وسلاحه وقوته وقيمته عندما يكتسبه) ...                            يا معشر الشباب لا يفوتكم القطار فالتحقوا بالتعليم والقراءة والاندماج في الأطر التربوية والأكاديمية والاجتماعية لكي نعمل على تغيير هذا الحال وهذا الواقع المؤلم فأنتم نبض الحياة ومفتاح الامل وروح العطاء والانتماء للعمل الجلجلاوي.

جلجولية بحاجه الى قدراتكم والى علمكم ومعرفتكم لكي ننهض بكل الفئات العمرية في المدارس والمؤسسات وحتى البيوت.

وفي نهاية المقال أدعو جميع الشرائح للتعاون مع الشباب وتشكيل نسيج جماعي الذي يضم جميع الأفكار المختلفة تحت عمل مشترك لصالح بلدنا فكونوا على ثقة بشبابنا العمالقة.          تعاونوا معنا جميعا لبناء حياة جديده أساسها المفاهيم وشعارها العمل واسلوبها الحوار وافرادها البلد، دمتم لبلدكم ولمجتمعكم وامتكم بألف خير أتمنى من جميع الشباب ان يقرءوا مقالي هذا وان يكونوا سبب تغيير في بلدنا ومجتمعنا والله ولي التوفيق.