أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن زيادة الطعام أو السعرات الحرارية مع قلة الحركة أو النشاط ليست وحدها المسئولة عن الزيادة في الوزن، ولكن هناك أدوية تسبب السمنة وزيادة في الكيلو جرامات غير المرغوب فيها حتي مع التزام الشخص بنمط حياته الطبيعية ومواظبته على ممارسة التمارين الرياضية والالتزام بنظام غذائي صحي بعيدًا عن الوجبات السريعة الجاهزة أو الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
يغفل عدد من الأطباء أن هناك أدوية تسبب السمنة من ضمن الآثار الجانبية لها، ونجد أنهم لا ينبهون المريض بها، ليتناولها المريض ثقة في طبيبه ويفاجأ بزيادة كبيرة في وزنه، قد تدخله في مشاكل أكثر خطورة مما كان يعاني منه قبل تناول هذه الأدوية. وفي الوقت نفسه هناك أيضًا بعض الأمراض التي تلزم تناول أدوية تسبب السمنة، حيث ثبت عمليًا أن الأدوية المضادة للاكتئاب من الممكن أن تكون سببًا في زيادة الوزن بصورة كبيرة، لأنه كما نعلم أن هذه الأدوية تعمل على تحسين الحالة النفسية لمن يتناولها وهو ما قد يساهم في فتح شهيته لتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية خاصة عند استمرار تناولها على المدى الطويل.
وكما نعلم أن الاكتئاب يعتبر من أهم أسباب السمنة ولذلك ينصح باستشارة الطبيب وعدم ترك الشخص للاكتئاب يقتله ببطء لأنه كما نعلم أن للسمنة مخاطر كثيرة تتمثل في الإصابة بأمراض القلب والسكري وقد تعرض الشخص البدين الى الموت المفاجئ أيضًا. هناك أدوية تسبب السمنة متمثلة في الأدوية المضادة للالتهابات الستيرودية مثل بريدنيزون الستيرويد الذي يعمل على احتباس السوائل وزيادة الشهية على الطعام وهو ما يعمل على زيادة الوزن في مناطق الوجه وأسفل الرقبة والبطن، لذلك يجب الحذر عند تناول هذه الأدوية لأن مفعولها مرتبط بقوة الجرعة والفترة الزمنية لتناول العلاج.
لا يدرك البعض أن هناك أدوية تسبب السمنة تتمثل في أدوية الكورتيزون والصرع وعلاج السكري وارتفاع ضغط الدم والصداع النفسي وأدوية علاج الحرقة في المعدة وبعض الأدوية المعالجة للأمراض النفسية والمهدئات. و نجد أن هناك أدوية تسبب السمنة أيضًا هي أدوية علاج ارتجاع المريء والحموضة، ومضادات الهيستامين والعلاجات الهرمونية وأدوية منع الحمل رغم أن هناك نقص في الأدلة العلمية بوجود علاقة بين أدوية منع الحمل وزيادة الوزن.
وكل الأدوية المسببة للسمنة تشترك جميعها في أنها تتفاعل مع الجسم ، من خلال فتح الشهية لتناول الأطعمة والنهم لتناول كميات كبيرة الى جانب تخزين المياه بالجسم وتقليل معدل عملية حرق السعرات الحرارية وزيادة امتصاص وتخزين الجلوكوز في الجسم وهو ما يعمل على زيادة الوزن بصورة كبيرة.
لذلك نحذر من تناول هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب أو بدون الحاجة اليها حفاظًا على صحتك وحتى تقي نفسك من الإصابة بالسمنة، كما يوصي بعض الأطباء بضرورة وزن الجسم باستمرار بعد تناول هذه الأدوية ومراجعته وإطلاعه على هذه الزيادة ، للتأكد من أنها أحد الأعراض الجانبية للدواء لإمكانية اقتراح أدوية أخرى لاتسبب زيادة في الوزن ، مع الالتزام باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، ولكن نحذر من منع تناول هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب لما قد يمثله من خطورة على صحتك.