خلال الأعوم الأخيرة ، بدأنا نلاحظ انتشار ما يعرف بالسيارات الهجينة (هايبرد) ، وأصبحت كثير من شركات السيارات توفر نسخاً هجينة من معظم موديلاتها المعروفة، وتأتي هذه الظاهرة التزاماً بالقوانين العالمية الجديدة التي تهدف إلى تخفيض استهلاك الوقود وتخفيف انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي جاءت بدورها كاستجابة لمطالب أنصار حماية البيئة الذين لعبوا دوراً هاماً في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وشكلوا أحزاباً سياسية لها ثقلها الواضح في المعادلات الانتخابية.
ولكن الفكرة النمطية بأن هذا النوع من السيارات لا يتمتع بقوة السيارات العادية ما زالت مسيطرة على أذهان الكثيرين، وإن كان لهذا الرأي وجه في السابق ، إلا أن صناع السيارات قطعوا شوطاً كبيراً في هذا المجال حتى أصبحت السيارات الهجينة بنفس قوة وأداء السيارات العادية إن لم تكن أقوى.
وتحاول شركات السيارات تغيير هذه الفكرة لدى الناس من خلال طرح السيارات الهجينة في قالب مثير، خذ على سبيل المثال فيديو تويوتا بريوس الجديدة ، والذي تظهر فيه السيارة الهجينة الأشهر على مستوى العالم وهي تمارس الدريفت أو "التفحيط" باقتدار كأي سيارة تقليدية.
وكمحاولة لكسر هذه الصورة النمطية نقدم لكم 4 سيارات فائقة (سوبر كار) تتمتع بقوة مذهلة وأداء لا يضاهى من حيث السرعة أو التسارع أو حتى القدرة الحصانية وعزم الدوران، وهي في الحقيقة سيارات هجينة:
بي ام دبليو i8
كشفت بي ام دبليو عن سيارتها i8 طراز 2015 لأول مرة في العالم ضمن فعاليات معرض فرانكفورت للسيارات لعام 2013، وتمتلك السيارة تصميماً مستقبلياً مذهلاً مشابهاً لنسخة اختبارية سابقة ظهرت قبل عامين إلا أنها حصلت على أبواب تفتح للأعلى وعلى إطارات معدنية أقرب للواقع من تلك المستخدمة في الطراز الاختباري.
وزودت بي ام دبليو i8 التي تعمل بنظام هجين بمحركين الأول يعمل على البنزين مكون من ثلاث اسطوانات سعة 1.5 لتر مع شاحن توربيني مزدوج يولد قوة 231 حصان و 320 نيوتن/متر من عزم الدوران، أما المحرك الثاني فيعمل على الكهرباء ويولد قوة 131 حصان و 250 نيوتن/متر من عزم الدوران ينقل قوته إلى المحور الأمامي، ليبلغ إجمالي قوة سيارة i8 قرابة الـ 362 حصان و 570 نيوتن/متر من عزم الدوران.
ولا يتجاوز وزن بي ام دبليو i8 الـ 1,490 كيلوغرام بفضل هيكلها المصنوع من ألياف الكربون والألومنيوم مما يجعلها تحتاج إلى 4.4 ثانية لتصل إلى سرعة 100 كم/س، وصولاً إلى سرعة قصوى محددة إلكترونياً تبلغ 250 كم/س
فيراري لافيراري
ظهرت فيراري لافيراري للمرة الأولى في العالم في معرض جنيف للسيارات عام 2013، ودخلت شركة فيراري بهذه السيارة عالم السيارات الهجينة وللحفاظ على هوية السيارة النادرة قررت شركة فيراري أن تصنع منها 499 نسخة فقط.
أما من حيث المحركات فقد زوّدت فيراري لافيراري بمحركين؛ الأول V12 سعة 6.3 لتر يولد قوة تصل إلى 800 حصان و 700 نيوتن/متر من عزم الدوران، و الثاني محرك كهربائي يولد قوة 163 حصان و 270 نيوتن/متر من عزم الدوران ليبلغ مجموع قوة السيارة بالكامل 963 حصان ومجموع عزم الدوران 970 نيوتن/متر.
وتتسارع فيراري لافيراري من السكون إلى سرعة 100 كم/س في أقل من ثلاث ثوان وتصل إلى سرعة 300 كم/س في 15 ثانية، بينما تبلغ سرعتها القصوى 350 كم/س، و يبدأ ثمنها من 3 مليون دولار أمريكي (11 مليون و 252 ألف ريال سعودي.
ماكلارين P1
كشفت الشركة البريطانية ماكلارين عن النسخة الإنتاجية من P1 أمام الصحافة والجماهير ضمن فعاليات معرض جنيف للسيارات عام 2013 أيضاً، وبدأت عملية تسليم سيارات ماكلارين P1 للعملاء الذين تمكنوا من دفع مبلغ 4,312,730 ريال سعودي تقريباً لإمتلاك نسخة واحدة من الـ375 نسخة فقط التي صُنعت من هذه السيارة الفائقة خلال نهاية العام 2013.
وزُوّدت ماكلارين P1 بنظام هجين يتألف من محركين؛ الأول V8 يعمل بالوقود سعة 3.8 لتر مزوّد بشاحن تيربو ثنائي ويولد قوة 727 حصان و720 نيوتن/متر من عزم الدوران، أما المحرك الثاني الكهربائي فيولد قوة تصل إلى 176 حصان و 260 نيوتن/متر من عزم الدوران، لتبلغ قوة ماكلارين P1 باستخدام المحركين 903 حصان، ولتتسارع السيارة الفائقة من السكون إلى سرعة 100 كم/س خلال 2.8 ثانية وإلى 200 كم/س خلال 6.8 ثانية وإلى 300 كم/س خلال 16.5 ثانية.
بورش 918 سبايدر
بورش 918 سبايدر هي سيارة رياضية فائقة هجينة (هايبرد) محدودة الإنتاج تتسع لشخصين، ولم يصنع منها سوى 918 سيارة.
وزودت بورش 918 سبايدر بثلاثة محركات؛ الأول V8 في وسط السيارة سعة 4.6 لتر يعمل على الوقود و يولد قوة تصل إلى 608 حصان، ويرتبط بناقل تروس PDK من سبع سرعات مع نظام دفع خلفي، أما المحركين الآخرين فكهربائيين وتم وضعهما في الأمام والخلف، ويولدان قوة تصل إلى 278 حصان يحصلان عليها من بطارية ليثيوم أيون بقوة 6.8 كيلو واط يتم شحنها خلال 25 دقيقة، ما يجعل مجموع قوة السيارة بالكامل 887 حصان بعد احتساب القوة الضائعة في الاحتكاك والمكابح أما عزم الدوران فيتراوح بين 917 إلى 1280 نيوتن لكل متر.
ومع هذه الأنظمة الحركية الهجينة المتطورة تستطيع بورش 918 سبايدر الوصول إلى سرعة 100 كم/س في 2.6 ثانية وإلى سرعة 200 كم/س في 6.8 ثانية وتصل إلى سرعة 300 كم/س في أقل من 20 ثانية.
من الأفضل أن تغير فكرتك، فتكنولوجيا الأنظمة الحركية الهجينة تسجل تطورات كبيرة باستمرار وتتغلغل شيئاً فشيئاً إلى السيارات العادية، ولا نبالغ بالقول أنه وخلال عشر سنوات فإن كل السيارات المنتجة حديثاً ستحتوي على نظام هجين من نوع ما.