"بأي حال عدت يا عيد" على أطفال فقدت عوائلها وعلى أمهات فقد أولادها وعلى زوجة فقد زوجها وعلى زوج فقد زوجته وعلى والد فقد أبنائه وعلى أطفال فقدوا أصدقاءهم وآخرين يرقدون في المستشفيات منهم من بترت أجزاء من أجسادهم بفعل القنابل التي أسقطتها قوات الاحتلال على رؤوسهم في ظل الحرب المستمرة منذ 22 يوما حصدت فيها قوات الاحتلال الأخضر واليابس.
في غزة الحزن والألم والحسرة في كل مكان على البشر والحجر والشجر ورائحة الموت تفوح من تحت الركام وأشلاء الأطفال والنشاء الشيوخ والشباب التي لا زالت في ذاكرة الغزيين.
وفي عيد الفطر يشيع الغزيين ما بتقي من شهدائهم الذين رووا بدمهم تراب أرض غزة على مدار ثلاثة أسابيع فيما تفتح بيوت العزاء لمن سبقوهم بأيام ويزور الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران بعضهم بعضا للتهنئة بسلامتهم وبالعيد كما يعود البعض مرضاه وجرحاه في المستشفيات التي ما زال يرقد فيها آلاف الجرحى جلهم من الأطفال والنساء.
طقوس العيد هذا العام مؤلمة بمعنى الكلمة على غير عادتها غابت الابتسامة والفرحة عن وجوه الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وغابت الحلويات وصناعة الكعك والمعول عن مواعد الغزيين واستبدلت بالقهوة السادة والتمور تعبيرا عن حزنهم وألمهم لما حل بهم على مدار ثلاثة أسابيع مضت.
المصور الصحفي محمد البابا رفض استقبال أي رسالة تهنئة بمناسبة العيد حيث قال في بوست على صفحته على الفيسبوك:" برجاء عدم إرسال أي رسائل تهنئة لمناسبة العيد سواء عبر الانبوكس أو الموبايل".
واكتفى الصحفي الفلسطيني "بالدعاء أن يفك الله عن الشعب الفلسطيني هذه الغمة ويرحم شهدائه ويشفي جرحاه ويعيد أهلنا وأحبابنا المشتتين إلى بيوتهم ويعوض خيراً عنها ممن دمرت بيوتهم".
الشاب محمد صلاح "25 عاماً" يقول بحرقة:"للأسف لم يبقي للفرح مكان آلة الدمار الإسرائيلية مسحت تحت جنازير دباباتها فرحة العيد لم نكن نستمتع في شهر رمضان فكيف بعيد واغلب أصدقائي وأقربائي ميتين لا عيد والناس ميتين".
ويضيف صلاح أنه في مثل تلك الأيام يكون قد جهز الملابس الخاصة بالعيد وعمل على ترتيب جدول زيارته، إلا أنه في هذا الوقت يستقبل العيد عبر شاشات التلفزيون.
وتابع :"للأسف هلال العيد سيطوف مشارق الأرض ومغاربها ولكنها لن يدخل قطاع غزة".
وقضت آلة الحرب الإسرائيلية على أحلام الفتى مجد ياسين ابن الخامسة عشر ربيعا الذي كان يحلم بالخروج مع أصدقائه في أيام العيد يقول" أي عيد وأطفال غزة تذبح من الوريد إلى الوريد".
ويرى عبدالله التركماني أن العيد يأتي هذا العام منزوع الطقوس حيث يقول:" العيد هذا العام يأتي منزوعا من كافة الطقوس مثلا لأول مرة لم تقوم والدتي بصنع كعك العيد ولم نذهب لشراء الملابس الجديدة مثل باقي العالم".
ويضيف المجتمع الفلسطيني معروف بطبعه العشائري الذي يغلب عليه صفة التكافل الاجتماعي بالتالي هذا العيد يمر علينا بحالة حزن شديدة على ما أصاب معظم العائلات من فقدان أبنائهم"، كما أشار إلى أن ليلة العيد المحال التجارية كانت مغلقة وخلت من المتسوقين والمارة.
حركة حماس قالت" دماء شهداء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس لن تذهب هدراً، وستطال يد العدالة القتلة المجرمين، متمنية الشفاء للجرحى والمواساة لعائلات الشهداء".
ودعت إلى أن تكون أيام عيد الفطر أيامَ تكافلٍ بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ومواصلة العهد والوفاء لدماء الشهداء والجرحى وتضحيات رجال المقاومة والأسرى.