ينظر الفلسطينيون الى قرار الامن الاسرائيلي بتسليح جمهور المستوطنين بأنه "نذير لعمليات قتل كثيرة واعتداءات تطال البشر والحجر والشجر سترتبك بحق الفلسطينيين خلال الفترة المقبلة في القدس وأراضي الضفة الغربية".
ولم يعد كافيا الجيش الاسرائيلي والشرطة وحرس الحدود والأجهزة الأمنية المختلفة وشركات الحراسة الخاصة وعناصر الأمن والحرس المدني الذي انضم له خلال يومين 300 اسرائيلي، فقد قرر وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونفيتش تسليح الجمهور الاسرائيلي، لمواجهة التدهور الأمني في مدينة القدس بالتحديد وفي إسرائيل بوجه عام.
وفي هذا الصدد قال اللواء عدان الضميري، الناطق بأسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أن "الحكومة الاسرائيلية بدأت بتصعيد الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين من خلال زيادة تسليح المستوطنين في الضفة والقدس، خاصة أن المستوطنين عبارة عن جماعات متطرفة موجودة بين السكان الفلسطينيين المدنيين وعلى الطرق وهم على احتكاك مباشر بكل مواطن". واضاف الضميري أن "زيادة التسليح تعني زيادة القتل بحق الفلسطينيين والاعتداء على متلكاتهم ودور العبادة والاشجار والبيوت".
وقال اللواء الضميري أن "الحكومة الإسرائيلية تلاحق الفلسطينيين على "سكين فواكه" بينما تحمل المستوطنين أسلحة رشاشة، هذا يعني أنها معنية بتوتير الاوضاع وزيادة الانتهاكات بحق المواطنين في الضفة الغربية".
وفيما يتعلق بعسكرة المجتمع الاسرائيلي، قال الضميري أن "المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع مستوطنين وعسكري متطرف وهو يضم جماعات لا تؤمن بالسلام ، وإن زيادة التسليح مقدمة لارتكاب جرائم اكبر". وتابع: "إن ما يزيد من اعتداءات المستوطنين هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تلاحق مرتكبي الجرائم، فقد تم حرق 9 مساجد في الضفة الغربية وكتبت شعارات "الموت للعرب" على جدرانها منذ بداية العام الحالي، ومع ذلك لم تكن هناك أي عملية اعتقال لأي مستوطن ولم يقدم أي اسرائيلي للمحاكمة".
وأكد الضميري أن "المرحلة المقبلة ستشهد تزايدا في الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين وتصعيد الوضع الامني، رغم أن نتنياهو استعد أمام العاهل الاردني، ووزير الخارجية الامريكي كيري بالتهدئة، وأن ما يقوم به اليوم هو تصعيد بكل معنى الكلمة، سواء بفصل الاحياء العربية في القدس ومحاصرتها او انتهاكات المستوطنين بالضفة او قراره الاخير بزيادة التسليح للجمهور الاسرائيلي".
من جهته علق شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق الفلسطينية بقوله إن "اسرائيل تحاول إظهار قانونية السلاح في يد المستوطنين، ومن هم الذين يحق لهم امتلاك السلاح، خاصة أن غالبية الجمهور الاسرائيلي مسلح". وحول مدى ما سيخلفه القرار الاسرائيلي قال شعوان: "إن ذلك القرار سيحمل زيادة في عمليات القتل والاستهداف للفلسطينيين"، مضيفا أنه "رغم كثرة العمليات الهجومية والاعتداءات التي ترتكب بحق الفلسطينيين الا ان القرار الاخير يعني اعطاء امر للمستوطين باطلاق النار عند الاشتباه باي فلسطيني".
واكد جبارين أن "القانوني الدولي الانساني أن السكان المدنيين والمحميين هم الذين تحت الاحتلال والمقصود هنا "الفلسطينيون" وهم الذين يريدون الحماية وليس المستوطنين"، مضيفا أن "اسرائيل بهذا القرار تحمي الجريمة التي يرتكبها المستوطنون وتخالف اتفاقية جنيف الرابعة، حيث أنه من واجب قوات الاحتلال حماية الفلسطينيين ويس المستوطنين". وقال شعوان جبارين أن "المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من العمليات والقتل بحق الفلسطينيين".
وحول مدى التشابه بين الوضع الحالي في فلسطين وجنوب افريقيا أيام الفصل العنصري، أكد شعوان جبارين أن "الوضع في فلسطين أكثر عنصرية من جنوب افريقيا، خاصة أن ما جرى في جنوب افريقيا ليس استهدافا لأرض السود وإنما خلق مناطق فيها سود وبيض، أما في فلسطين فهناك اجتثاث واقتلاع للفلسطينيين من ارضهم وقتلهم".