استعرض موقع " nrg " العبري بالتعاون مع موقع "مكور ريشون" اليوم السبت، ما اسماه بالمخاطر والتهديدات الأمنية العشرة التي تواجه إسرائيل أو من المتوقع ان تواجهها إسرائيل عام 2015، مستهلا الاستعراض بالاشارة إلى حقيقة تجدد النار القادمة من غزة بعد عدة أشهر فقط من نهاية أطول الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة ما يبشر بعدم استقرار امني.
ودرج الموقع التهديدات الأمنية من واحد إلى عشرة بغض النظر عن حجم ونوع وأهمية التهديد، ما يعني بأن المرتبة لا تحدد مستوى خطورة التهديد المتوقع.
الاول: خطر عمليات عسكرية تنفذها داعش والقاعدة عبر خطوط النار في الجولان المحتل:
بشكل عام تصنف إسرائيل الجبهة الشمالية كأكثر جبهة عرضة للاشتعال خلال عام 2015، وذلك بسبب تضافر وتداخل عدة عوامل وأسباب، منها تعاظم تواجد القاعدة ومنظمات جهادية أخرى جنوب هضبة الجولان السورية، كما ووفقا لوجهة نظر إسرائيل يمكن القول بأن راية الدولة والنظام لم تعد قائمة حيث لم تعد هناك أية سيطرة فعلية للنظام المركزي القائم في دمشق على المناطق السورية من خطوط وقف إطلاق النار في الجولان، ويبدو أن عدم انتقال المعارك الدائرة حاليا على الجهة السورية من الجولان إلى الجهة التي تحتلها إسرائيل يعود إلى أسباب تكتيكية، منها انشغال العناصر الجهادية بالاقتتال الداخلي بين منظماتهم المختلفة إضافة للقتال المحتدم بين هذه المنظمات والجيش السوري، لذلك فهذه العناصر غير معنية حاليا بفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، لكن حين يشعرون باستقرار اكثر داخل المناطق التي يسيطرون عليها سينفذون عمليات ضد اسرائيل من شأنها أن تشعل خط الجبهة حسب تعبير الموقع العبري.
الثاني: مواجهة في لبنان:
امتنع حزب الله عن خوض مواجهات مع إسرائيل منذ نهاية حرب 2006 باستثناء بعض الهجمات التي استهدفت أهدافا إسرائيلية ويهودية في الخارج، دون ان يتبنى مسؤوليتها رسميا، لكن هذا الوضع تغير من أساسه عام 2014 حين أعلن الحزب بأنه سينتقم من إسرائيل على الهجوم الذي استهدف قافلة السلاح التي كانت في طريقها من سوريا الى لبنان والتي سقط فيها عدد من ناشطيه الكبار. ونفذ حزب الله، وفقا للموقع العبري صاحب التقرير، بعد إطلاقه هذا التهديد عدة عمليات استهدفت الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان وفي الجولان السوري، وربما هذه العمليات هي من يردع إسرائيل عن مهاجمة الأراضي اللبنانية لان حزب الله أقام منذ 2006 ترسانة صاروخية كبيرة جدا منها صواريخ موجهة عبر نظام GPS وتحمل رأسا متفجرا لا يقل عن 700 كلغ من المتفجرات شديدة التدمير، ما يسمح لها بضرب منشآت إستراتيجية مثل مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية وسط تل ابيب "كرياه " أو محطة توليد الطاقة في الخضيرة . وصنف الموقع الالكتروني هذا التهديد بأنه تهديد واقعي وله فرصة كبيرة جدا بأن يتحقق خلال عام 2015.
الثالث: تهديدات عمليات الطعن وإطلاق النار التي تضرب المدن الإسرائيلية:
هناك تهديد ثالث صنفه الموقع بأنه متوسط من حيث إمكانية التحقق وهو اندلاع موجة من عمليات الطعن وإطلاق النار تشمل الضفة الغربية برمتها وتضرب المدن والشوارع الإسرائيلية. لكن انتفاضة ثالثة لن تتفجر العام القادم طالما بقي الجهد الفلسطيني الرسمي في الإطار السياسي فقط وموجها للساحة الدولية.
الرابع: مواجهة أخرى في غزة:
يبدو أن حربا أخرى ضد حماس في غزة ليست بالقريبة لان حماس التي تلقت ضربة قوية جدا الصيف الماضي ستجد صعوبة كبيرة في الخروج لمعركة أخرى انتظارا لترميم قدراتها العسكرية، حسب تعبير الموقع العبري. لكن الحرب الأخيرة أثبتت بأن اعتبارات حماس ليست عقلانية دائما وقد يجرها عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة والضغوط الإسرائيلية والمصرية إلى معركة أخرى من باب "لا يوجد ما اخسره" لذلك يمكن أن تندلع عمليات تبادل إطلاق نار بمستويات مختلفة وربما تتطور هذه الحالة إلى جولة أخرى من عملية "الجرف الصامد".
الخامس: عملية اختطاف أخرى:
هناك إجماع فلسطيني عام يشمل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بأن عمليات خطف جنود او مدنيين إسرائيليين بهدف إجراء عمليات تبادل أسرى هي عمليات محقة وعادلة ولها ما يبررها، وربما تؤيدي ردة الفعل العنيفة على عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة قرب "عصيون" قبيل الحرب على غزة إلى تراجع شهوة تنفيذ عمليات خطف أخرى لكن خطر ذلك لا زال كبيرا جدا.
السادس: صواريخ إيرانية على إسرائيل:
من المتوقع أن تعود قضية إمكانية شن إسرائيل هجوما ضد المنشات النووية الإيرانية للبحث والنقاش مجددا عام 2015 وذلك لان الاتفاق المرحلي المبرم بين إيران والقوى العظمى حول البرنامج النووي الإيراني سينتهي مفعوله حزيران القادم، ويبدو ان فرصة تمديد العمل بهذا الاتفاق ضعيفة ما يجعل حزيران القادم شهرا مصيريا. وستقف إسرائيل خلال حزيران القادم أمام معضلة وخيارات صعبة، إذا اتضح بأن الدول الغربية قد خضعت للمطالب الإيرانية خلال المفاوضات ستجد إسرائيل نفسها مضطرة ان تتخذ قرارا يحدد خياراتها وان تجيب على السؤال هل تشن هجوما جويا على إيران أم تتعايش مع الحالة الإيرانية النووية. ويبدو أن خيار الهجوم الجوي سيتضاءل ويصبح غير واقعي بعد توقيع اتفاق دائم بين إيران والدول الكبرى، لذلك هل ستقرر إسرائيل العمل ضد إيران قبل أن يصبح هذا الاتفاق واقعا سياسيا لا يمكن تجاوزه؟
السابع: قطع خطوط الغاز:
من الصعب ان نصدق ذلك لكن فعلا تجد إسرائيل صعوبة في اتخاذ قرار يحدد مكان خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الطبيعي من مواقع الاستخراج في عرض البحر المتوسط إلى إسرائيل، وذلك بسبب الصراع من المنظمات البيئية ما يجعل إسرائيل مرتبطة في وقودها الأزرق على أنبوب واحد ويتيم قد يكون هدفا للهجمات التي قد توقف تدفق الغاز إلى إسرائيل ويبقى هذا الاحتمال تهديدا قائما رغم فرصة تحقيقه الضئيلة.
الثامن: قطع وفصل خطوط الانترنت:
تماما كحالها في الكثير من المجالات تشكل إسرائيل أيضا في مجال الانترنت جزيرة معزولة وجميع اتصالاتها بالعالم مرتبطة بـ "كابلين " اثنين فقط يمتدان تحت مياه البحر وقطع "الكابلين" من خلال عملية "إرهابية" سيناريو يجب أخذه بعين الاعتبار ووضعه على سلم التهديدات الأمنية رغم فرصته الضعيفة.
التاسع : هجوم الالكتروني "سايبر":
لقد اثبت الهجوم على استوديوهات "سوني" المنسوب إلى كوريا الشمالية بان "السايبر" تحول منذ فترة طويلة إلى سلاح خطر تستخدمه الدول وتحول إلى ساحة قتال جديدة بوسائل وقواعد وحدود جديدة. وتعتبر إسرائيل من الرواد في مجال استخدام "السايبر" للأغراض العسكرية لكن هذا التهديد معقد ومركب ما يهدد بامتداد أي حرب " سايبر" من أي نوع قد تندلع عام 2015 إلى إسرائيل التي سبق لها ان تعرضت لهجمات عدو شنها قراصنة من مختلف المناطق والدول واحتمال استهداف هؤلاء لبنيتها التحتية المالية والإستراتيجية يبقى احتمالا عاليا جدا .
العاشر: خطر التسلل عبر أنفاق تحت الأرض:
إن سيناريو الخوف الذي ظهر خلال عملية "الجرف الصامد " لم يختف وحتى بعد الحرب لا زال هناك عدة أنفاق قد تستخدمها حماس لشن هجمات إضافة إلى خطورة وجود مثل هذه الأنفاق أيضا في المنطقة الشمالية. وتستثمر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ثروة طائلة في مجال تطوير وسائل مواجهة الأنفاق على مختلف الجبهات لكن رغم ذلك يبقى تهديد هذه الأنفاق حقيقية واقعة وعالية الخطورة