على امتداد مساحة واسعة تبدو الحقول صفراء، ألوان من الطبيعة الخلابة بمحاذاة السياج الحدودي بين مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وإسرائيل، وبين سنابل القمح ، يردد المزارع محمد أبو حجيلة، مواله ممسكا بمنجله يضرب به أعواد القمح ويجمعها بجانبه، بينما كان لافتا عدم نضوجها بشكل جيد بعد.
قال أبو حجيلة، أو كما يعرف باسم "أبو نضال"، إنه استعجل، هو وأقرانه من المزارعين، حصاد القمح هذا الموسم قبل أسابيع من موعده المقرر، خشية إقدام قوات الاحتلال على حرقه أو تجريف الأراضي المرزعة، وإن ما من أحد يقدم لهم التعويضات عن خسارتهم.
تحدث أبو نضال كذلك عن رحلة الخطر اليومي التي يعيشها هو وأصحابه المزارعون، قائلا "كل يوم نأتي الساعة الخامسة هنا، اليهود يطلقون علينا النار، فننام على بطوننا ونزحف، حياتنا كلها خوف في خوف، ونستعجل حصد القمح خوفا من خسارته واحتمال إحراقه".
الخوف الذي يعيشه أبو نظال، هو ذاته الذي يسكن بقية المزاعين في المنطقة الحدودية، على ما فيها من هدوء ونقاء وجمال.
لكن سرعان ما يعكر ذالك الجمال ، مشاهد ركام عدة منازل تعود لمزارعين، دمرها الجيش الإسرائيلي أثناء حربه الأخيرة على غزة صيف 2014.
الخميني قديح، مزارع شاب جرفت الآليات العسكرية الإسرائيلية أرضه مرات عدة، وهدمت منزله مؤخرا، ومع ذلك يصر على البقاء في أرضه ورعايتها يقول "لو يعطوني حقيبتين من المال لن أرحل عنها، الأرض عرض وشرف، الذي يتركها لا يعرف قيمتها".
وقال المزارعون في حديثهم لسكاي نيوز عربية إن الجيش الإسرائيلي عمد إلى تدمير آبار مياه قريبة في الحرب الصيف الماضي، مما أثر على كمية المياه المخصصة لري المحاصيل خاصة القمح، فزاد من تحديات و صعوبة عملهم.