كل الاحترام للثورة التونسية التي اشعلت وفجرت البركان العربي على الطغيان والفساد
كل الاحترام للشباب التونسي المثقف, الثوري, المسالم المتعطش للحرية والعدالة الاجتماعية
كل الاحترام للعمال والفلاحين والموظفين التوانسة, المبادرين, المشاركين , المتفانين بكل اصرار على انجاح الثورة
كل الاحترام للإسلام السياسي ا لتونسي المتنور الواقعي على المرونة التي ابداها والتنازلات التي قدمها من اجل الصالح العام
كل الاحترام للجيش التونسي الذي وقف على مسافة متساوية من الجميع من اجل الشعب والوطن
كل الاحترام للشعب التونسي شيباً وشباباً, رجالاً ونساءً على كل اطيافه الايديولوجية والعقائدية, احزابه, جمعياته ومؤسساته , اسلاميين,علمانيين, اشتراكيين وليبراليين, على الشراكة, التنسيق, الحزم والثبات والعمل الدؤوب نحو الهدف المنشود بلا هوادة ولا كلل.
... كل الاحترام ... كل الاحترام ... كل الاحترام ...
ربما هذه مجرد مشاعر تداخلت وفكري لكن لا بد من ان ينظر الانسان الى الاحداث التونسية حالماً ويستلهم العبر ويتساءل... الى متى سيظل العرب ينزفون ؟ الى متى سيظل العرب يتبوؤون ويتصدرون المظاهر الدامية ؟ هل من مبرر ؟ الم يحن الوقت لكي تستوحي باقي الشعوب العربية المتعثرة التجربة التونسية وتتعلم الدرس ؟ لماذا هذا التوغل والتوحل في مستنقعات الدماء ؟ الا يكفي احزاناً وخراباً ؟ الا يكفي جوعاً واوجاعاً ؟ اقول ذلك ليس جلداً للذات ولكن حسرةً والماً.
لا بأس ان يتعلم المرء من الآخر, بل من الاجدر والمفيد جداً ان يحاول استنساخ التجارب الناجحة , لا حاجة لإبداعات استثنائية ولا عصف فكري خارق , المطلوب هو الاحساس بالمسؤولية والتبصر , المطلوب هو الطيبة والنية الحسنة لكي يروي البركان العربي الاحمر الورد الجوري الاحمر لتفوح روائحه العطرة وتعبق نحو ربيع عربي حقيقي ...
يا ليت لو استلهم العرب من التجربة التونسية على مستوى العالم العربي والقطر العربي وعلى المستوى المحلي ايضاً , في مؤسساتنا وشوارعنا وبيوتنا , في علاقاتنا, مشاريعنا واعمالنا , دعونا نسترجع ونحيي القيم المجيدة , قيم المشاركة, التكافل, العطاء, التبرع, التطوع, التسامح, الحلم, الاحترام, تقبل الآخر, المرونة, التنازل, الديموقراطية, الانسانية, التواضع ... و...و ... والحزم والاصرار نحو غد افضل...
ويا ليت ...............
سعد عبد الغافر