يخيّم حزن شديد وحسرة وألم على مدينة قلقيليّة، في الضفّة الغربيّة المحتلّة، فبدموع حارقة، شيّع أهالي المدينة، ظهر اليوم، الإثنين، جثمان الطفل ريان شريم، أحد ضحايا هجمات مطار أتاتورك الإرهابيّة في إسطنبول، الذي وصل جثمانه الضفّة في وقت سابق اليوم، أمّا في الأمس، فقد شيّع الأهالي جثمان والدته، سندس، التي قضت في ذات الهجوم.
وكان الطفل شريم برفقة عائلته متوجها من السعودية إلى تركيا لقضاء ثلاثة أيام قبل العودة إلى أرض الوطن لقضاء عيد الفطر، إلا أن التفجيرات الإرهابية أسفرت عن وفاة والدته وإصابة والده بجروح ووفاته متأثرًا بجروحه، بعد وفاة أمّه بيوم.
وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الهجمات الإرهابيّة إلى 3، بعد أن توفّيت، فجر الخميس، نسرين حماد، من بلدة عرّابة قضاء جنين.
وقال والد سندس وجد الطفل ريان، عبد الحميد باشا، في حديث لموقع عرب 48، إن 'هذا الطفل، الذي توفي نتيجة الإرهاب عمره ثلاث سنوات وشهر، وهو حافظ معظم جزء 'عمّ' في القران، وكنت دائمًا عندما أسأله عمّا يريد أن يفعله عندما يكبر، كان يقول لي إنه يحلم أن يكون عالمًا في الدين، بأي ذنب يقتل هذا الطفل ويحرم من الحياة هو ووالدته'.
وأضاف: 'إن هذا العمل عمل إجرامي، لا يمتُّ للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، هؤلاء يدعون الإسلام، وهم ليسوا بمسلمين، لأن قدوتنا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، كان في كل الحروب يقول لا تقتلوا شيخًا ولا طفلًا ولا امرأة ولا تقلعوا شجرة ولا تهدموا صومعة، فمن أين اتى هؤلاء؟'.
وتابع: 'أي إسلام هذ الذين يدعونه هؤلاء، يحاربون دولة إسلامية ويقتلون مسلمين باسم الإسلام، لا يكفينا ما يحل بنا في هذه البقة الصغيرة التي نظلم فيها يوميًا، فإرهاب الاحتلال يلاحقنا ويقض مضاجعنا بين الحين والآخر. ندين هذا العمل الإرهابي بكل ثمن، ونثمن عمل كل من ساندنا في هذه المحنة'.
أمّا محافظ قلقيليّة، اللواء رافع رواجبة، فقد قال لموقع عرب 48، بُعيدَ مشاركته في التشييع: 'بدايةً نترحم على شهداء الشعب الفلسطيني الذين راحوا ضحية للإرهاب، سواء الإرهاب المنظم أو إرهاب الاحتلال الإسرائيلي. عندما سمعنا خبر استشهاد سندس وطفلها ريان، تواصلنا مع السفير التركي من أجل دفنهم وسط مقابر الشهداء في فلسطين وتمت الإجراءات والترتيبات على أكمل وجه'.
وتابع: 'اليوم سندفن الطفل ريان الذي قضى نصاب نتاج المنظمات الإرهابية، واليوم، أيضًا، نستذكر ما يجري في الخليل من قبل جيش الاحتلال والذي ينكل بأهالي الخليل، وأيضًا، في هذه الليلة كان هجوم من قبل الجيش على مدينة الخليل وقراها المحيطة، بالإضافة إلى هجوم شرس على مخيم قلنديا، الذي أصيب فيه العديد من شبان المخيم، وهذا يندرج تحت بند إرهاب جيش الاحتلال'.
وأضاف:' كان خبرًا مفجعًا على الجميع. أن يكون شعبنا الفلسطيني، أينما ذهب، ضحية الإرهاب، سواء في مخيم اليرموك بسورية أو في لبنان وتركيا وفي فلسطين، أو عبر الشتات واللجوء من مدينة إلى أخرى عبر البحار والأنهار واليابسة، والذي ترحل فيها أرواح بريئة من هذا الشعب المظلوم، نتاج الظروف الصعبة الذي يعيشها شعبنا'.