ناشد أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في منطقة النقب، صباح اليوم الأحد، أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى القرية في أعقاب 'اقتحام آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) بحماية الشرطة الإسرائيلية ووحدة يوآب الهدامة القرية'.
وقال أحد سكان العراقيب، الناشط عزيز صياح الطوري، لـ'عرب 48'، إن 'آليات الهدم والشرطة ووحدة يوآب كعادتها اقتحموا العراقيب، صباح اليوم، بهدف تحريش والسيطرة على ما تبقى لنا من أرض وهي نحو 1300 دونم، كانوا قد فشلوا بالسيطرة عليها في العام 2011 بعد أن صدتهم الجماهير العربية الغاضبة دفاعا عن العراقيب. نحن نؤكد أن كل هذه الجرائم لا تخيفنا ولن تثنينا عن التمسك بأرضنا ووطننا'.
وناشد عضو المكتب السّياسيّ عن التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، جمعة الزّبارقة، أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى قرية العراقيب حيث آليات 'الكيرن كييمت' والشرطة والوحدات الخاصة اقتحمتها صباح اليوم.
وقال لـ'عرب 48' إن 'الحكومة الإسرائيلية تواصل محاولاتها لترهيب أهلنا في العراقيب والنقب، وبالتالي الضغط عليهم للخضوع والقبول بالترحيل والتهجير، ونؤكد بأننا لن نترك أرضنا ما حيينا ومهما بلغ الثمن'.
وتصر السلطات الإسرائيلية على تنفيذ جرائم الهدم والترهيب حيث هدمت آلياتها وجرافاتها قرية العراقيب للمرة الـ100 على التوالي بتاريخ 29.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية.
وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معززة بآليات الهدم وبالقوات الخاصة، وهدمت الآليات كافة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، مما تسبب بحالة من الهلع بين الأطفال والنساء.
واقتحمت القوات القرية مرات عديدة، وقامت بتصوير كافة المنازل، في تمهيد لعمليات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلامية بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسيارات التي تقلها.
وكانت السلطات قد هدمت القرية في أواخر الشهر الماضي، قبل حلول عيد الفطر، وقبلها في بداية شهر رمضان، مخلفة دماراً وخراباً فيها، فيما يعيد أهلها بناء مساكنهم بعد كل عملية هدم في تحدٍ لممارسات الهدم العنصرية التي تحاول إجبارهم على الرحيل عن مكان سكناهم.
وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وكانت المحكمة في مدينة بئر السبع عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة أخرى للنظر بالقضية بعدما ناقشتها بتاريخ 7.2.2016.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة لا تعترف بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.
وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.