لا تزال واقعة هروب بارون المخدرات المكسيكي خواكيمغ وزمان، المعروف بلقب El Chapo أو القصير، تتصدر الأخبار في كل مكان، لأن فراره كان مذهلاً، ووصم سلطات المكسيك بعجز من الأسوأ.
غوزمان، الأب لعشرة أبناء من 4 زوجات، هو من عرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يقودها إليه، وثانية من المكسيك قيمتها 30 مليونا، حين فر في 2001 من سجن زجوه فيه حين اعتقاله في 1993 لأول مرة، وبعده امتهن إغراق أميركا بالمخدرات طوال 12 سنة، فذاع صيته عالميا، ووصفته سلطات مدينة شيكاغو في 2013 بعدوها العلني رقم واحد منذ “الكابوني” الشهير في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بنيويورك.
مونتي روبيدو، مفوض لجنة الأمن القومي في المكسيك، شرح في مؤتمر صحافي أمس الأحد، أن غوزمان فر عبر نفق امتد 1.5 كيلومتر من زنزانته الانفرادية التي كان فيها، إلى بناء قديم خارج السجن، ومنه اختفى أثره، وفق لقطات كاميرا مراقبة، ظهر فيها وهو يدخل المنطقة المخصصة للاستحمام الساعة 8.52 مساء السبت، ثم طال غيابه أكثر مما ينبغي، فهرع حراس زنزانته في سجنAltiplano للبحث عنه فيها، لكنهم وجدوها خالية، وسريعاً أعلنوا حالة طوارئ، وعلقوا كل الرحلات الجوية من مطار مدينة “تولكا” القريب.
ومما اتضح حتى صباح اليوم الاثنين، أن غوزمان تلقى مساعدة مهمة من داخل السجن الذي كان فيه، كما من خارجه أيضا، وذكرت بعض الصحف أن 18 موظفا وعاملا في السجن تم نقلهم أمس الى العاصمة “مكسيكو سيتي” لاستجوابهم فيها، سعياً لمعرفة من منهم ساعده على الفرار من نفق “تم استخدام معدات ضخمة وأجهزة وحفارات وشاحنات لنقل الركام وإتمامه”، وفق تأكيدها.
وأجمعت وسائل الإعلام المكسيكية، نقلا دائما عن مصادر رسمية، على أن النفق تم حفره عميقا 10 أمتار تحت الأرض، بعرض 70 سنتيمتر وارتفاع 1.5 متر، وفي بعض مراحله وصل العرض إلى متر والارتفاع أكثر من مترين، علما أن طول غوزمان هو 1.68 سنتيمترا، لذلك يطلقون عليه لقب “إل تشابو” أي القصير.
نقلت أيضا من اشتغلوا في الحفر كانوا 6 إلى 8 أشخاص “ممن كان معظهم لا يدري ربما، بأنه يحفر نفقاً ليعبره أخطر لورد مخدرات”، في صحف أشارت إلى أنه فر من مرحاض تم تعيينه مسبقا لحفر أسفله في قسم الاستحمام ليل السبت الذي هرب فيه، لأنه المكان الوحيد الخالي في القسم من كاميرا ترصد داخله الخالي بدوره من أي نافذة.
وتعتقد السطات المكسيكية، أن سيارات عدة كانت تنتظر “إل تشابو” وبداخلها أكثر من 10 أشخاص حين خروجه من النفق، ومعهم انتقل ربما إلى مكان قريب من السجن، حملته منه هليكوبتر في العتمة، لأن جيرانا في المنطقة رأوا أضواء شبيهة بما يصدر عن الحوامات، ثم اختفت فجأة، كغوزمان تماما