أشارت النتائج الأخيرة بعد فرز نحو 90% من الأصوات في البرلمان الإقليمي في إسبانيا إلى أنّ 72 من أصل 135 مقعدًا ذهب إلى الإنفصاليين في كتالونيا (معا من اجل نعم)، الأمر الذي أعتبر تفويضًا من الشعب الكتالوني المطالب بالانفصال عن اسبانيا.
وفي تصريح لأرتور ماس رئيس حكومة الإقليم المنتهية ولايته المؤيد للانفصال: "لقد قال الكتالونيون كلمتهم، نعم للانفصال عن اسبانيا، وقد أصبح هنالك تفويض ديموقراطي للوصول إلى الاستقلال"، هذا وكان قد وعد ماس شعبه بالاستقلال عن إسبانيا في عام 2017 كأقصى حدّ.
لكن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي وحكومته معارضين تمامًا لأي انفصال وترفض الحكومة رفضًا قاطعًا أي محاولة اجراء استفتاء تدعو لانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، ليس ذلك فحسب بل إن اضطر الأمر ستلجأ الحكومة إلى القضاء لتمنع حصول الانفصال وذلك لأن الدستور الإسباني لا يسمح لأي إقليم من أقاليم إسبانيا بالانفصال.
يذكر أنّه بدأ استياء المواطنين الكتالونيين في الفترة الاخيرة بسبب الضرائب المفروضة عليهم من قبل حكومة ماريانو راخوي، الأمر الذي أدى إلى تعزيز النزعة الانفصالية لدى اليمينيين واليساريين. و قد عبّر 57 بالمئة من سكان الاقليم الكتالوني عن دعمهم للاستقلال التام عن اسبانيا.
يضاف إلى ذلك أنّ إقليم كتالونيا كان قد حصل على الحكم الذاتي عام 1931 خلال الجمهورية الثانية الإسبانية. ويعود العداء بين كتالونيا واسبانيا لفترة طويلة حيث أن الكتالونيين استمروا في نضالهم ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو منذ عام 1936 حتى عام 1975 منذ ذلك الحين، ازدهرت كاتالونيا في كل شيء، وأصبحت المنطقة الاقتصادية الرائدة في اسبانيا.
لذلك يعتقد الكتالونييون المطالبون بالاستقلال أنّ كتالونيا هي أمّة ولديها تاريخ ولغة وثقافة، وقد ساهم اضطهاد فرانكو لشعب كتالونيا في بداية القرن العشرين بزيادة النزعة الانفصالية لشعب هذا الإقليم، حيث يرى الكتالونيون أنّ اقتصاد كتالونيا تضرّر كثيرًا بسبب سياسات الحكومة الاسبانية حيث أنّ الأخيرة فرضت ضريبة تقدر ب 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى قيمة 20 مليار يورو وبالمقابل ليس هناك أي استثمارات أو خدمات اجتماعية توازي هذه الضريبة الباهظة كما أنّ هنالك عجزا في الاستثمار في البنى التحتيّة لأنّ الحكومة الاسبانية لا تريد أن تكون برشلونة أفضل من مدريد .
لكن إذا تمّ إنفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ستكون الأضرار كثيرة تحديدًا على مكانة كرة القدم في اسبانيا بشكل عام، فلن تعد للكرة الاسبانية رونقها الموجود إذا لن ينضم بعد ذلك فريق برشلونة للدوري الإسباني وبذلك سيخسر من شعبيته وستنطفئ سلسلة المنافسات التي راهن الملايين عليها منذ سنوات كثيرة، وسينتهي حلم الكلاسيكو.