أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ترحب باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من وجهة نظر الدول لتأمين سلامة سياحها، رافضا في الوقت ذاته كافة التكهنات بشأن سبب سقوط الطائرة المنكوبة .
ودعا الرئيس السيسي الجميع إلى انتظار نتيجة التحقيقات.
تصريحات السيسي جاءت في محاولة منه ﻻستيعاب مخاوف بريطانيا وغيرها من الدول على سائحيها الموجودين في شرم الشيخ، تلك المخاوف التي اضطرت معها لندن ﻻتخاذ قرار مفاجيء بمنع رحلات طائراتها من وإلى شرم الشيخ، وهو الأمر الذى أعلن عشية زيارة الرئيس السيسي لبريطانيا.
وكانت القاهرة قبلت في إطار ذلك اشتراطا بريطانيا بوقوف وفد مختص من لندن على مراجعة الإجراءات الأمنية بمطار شرم الشيخ.. ومن جهتها، وبالتزامن مع هذا القرار، قالت أنقرة، التي تعيش علاقات متوترة مع القاهرة منذ سقوط الإخوان، إنها هي الأخرى في طريقها ﻻرسال فرق أمنية للتفتيش على اجراءات تأمين مطار شرم الشيخ .
وما أن استفاقت القاهرة من معالجتها لأزمة التصريحات البريطانية إﻻ وأتتها ضربة أخرى بإعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو الآخر أنه من غير المستبعد أن يكون عمل إرهابي وراء حادث الطائرة.. وهو الاعلان الذي سبقه تصعيد في الأجواء الملتهبة من قبل الاعلام الإسرائيلي، والذي أعلن عن أن بريطانيا حصلت على معلوماتها المسربة بشأن الطائرة المنكوبة من الاستخبارات الاسرائيلية والأمريكية، وهو الزعم الذي ﻻ يتفق مع تأخر إعلان الرئيس الأمريكي لرؤيته بشأن الحادث.. ومن غير المنطقي أن توافي أجهزة الاستخبارات الامريكية بريطانيا بمعلومات قبل رفعها للرئاسة.
الضربة القاسمة التي تلقتها القاهرة اليوم جاءت بإعلان وقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة ﻻستعادة السياح الروس من شرم الشيخ، حيث يقضى الآلاف من روسيا عطلاتهم في مصر حاليا.
القرار الروسي سيؤثر بشكل كبير على قطاع السياحة المصرية والفنادق، خاصة وأن 50% من قوام سياحة شرم الشيخ يعتمد على السياحة الروسية، كما أن نحو 3.2 مليون سائح روسي يزورون شرم الشيخ سنويا، وهو الأمر الذي يصيب شرم الشيخ بالشلل التام قبل أسابيع من احتفاﻻت عيد الميلاد ورأس السنة.
ويشهد مطار شرم الشيخ حالة تكدس للسياح البريطانيين الذين يجري إجلاؤهم من خلال 8 رحلات يومية إلى بلادهم، وفق تصريحات لوزير الطيران المصري، حسام كمال، والذي بين أن طاقة المطار ﻻ تتحمل أكثر من 8 طائرات يومية الى هناك، وذلك في الوقت الذي دعت لندن لتسيير 27 رحلة يومية وهو ما لم توافق عليه مصر.
الخبراء أكدوا أن هذه الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دول مختلفة ستؤثر بشكل كبير على الحياة في منتجع شرم الشيخ الذي يقوم في هذه الفترة على السياحة الروسية والبريطانية.
خبير عسكري: الإعلام الغربي أقلق دولا تحترز للاطمئنان على سلامة مواطنيها
الخبير العسكري والمساعد السابق لرئيس جهاز المخابرات العسكرية المصرية اللواء أحمد إبراهيم كامل أكد أن قرار روسيا ومن قبلها بريطانيا بشأن إجلاءِ رعاياهما يمثلُ إجراءً إحترازيا يؤخذ في وقت لعبت فيه آلة الإعلام الغربي بدور في منتهى الخطورة للضغط في اتجاه شبهة العمل الارهابي، على الرغم من أن التحقيقات التي تشترك فيها روسيا ومصر لم تظهر لها أية نتائج بعد.. داعيا الى ضرورة انتظار النتائج الرسمية للتحقيقات حتى ﻻ يتسبب الأمر في خسائر فادحة لقطاع السياحة المصرية الذي يعانى من حالة ارتباك لم يتعافَ منها بعد.
من جهته يؤكد السيد الدمرداش الخبير السياحي أن قرار إجلاء رعايا روسيا وبريطانيا، ولو مؤقتا، سيتسبب في خسائر فادحة لقطاع السياحة، وبخاصة أن شرم الشيخ تعتمد بشكل أصيل على السائح الروسي الذي يمنحها "قبلة الحياة"، وفق وصفه، وسط عطب قائم.
وأضاف الدمرداش أن السياحة في شرم الشيخ ستتأثر ليس اليوم، بل خلال الأسابيع القادمة، كما ستتأثر الحجوزات في موسم عمل شرم الشيخ في رأس السنة والأعياد.
وهكذا تبقى عودة الحياة لشرم الشيخ إلى طبيعتها رهناً بما ستفسر عنه نتائج التحقيقات في سقوط الطائرة المنكوبة والتي تجري بتعاون بين مصر وروسيا، الى جانب كل من ايرلندا وفرنسا وألمانيا.