تسبب تلوث الهواء، الذي انعكس في صورة ضباب دخاني كثيف، في شلل تام بالعاصمة الصينية بكين، السبت، وتوقفت حركة مرور السيارات على الطرق كما أغلقت المصانع أبوابها، وذلك بعد أن غطت سحابة تلوث سماء المدينة.
وكانت الحكومة قد أصدرت إنذارا من المستوى الرابع ذي اللون الأحمر، الجمعة، وهو المستوى الأكثر خطورة على مقياس التحذيرات المتضمن أربعة مستويات.
ويعني التحذير، وهو الثاني في أسابيع عديدة، ضرورة إغلاق المدارس وحظر سير نصف المركبات في الشوارع.
ومن المتوقع أن تغطي سحابة الهواء الملوث المدينة حتى الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب عدم وجود رياح قوية تحركها.
وارتفع مستوى الجسيمات الدقيقة في الهواء الملوث من 2.5 ميكروغرام، وهو أصغر وأخطر جسيمات التلوث، إلى مستوى 303 ميكروغرام في المتر المكعب في بعض مناطق بكين، السبت، ويمكن أن تصل إلى 500 ميكروغرام خلال الأيام القادمة، وهو أكبر بحوالي 20 مرة عن المستوى الآمن، وفقا لاعتبارات منظمة الصحة العالمية.
وأظهرت بيانات نشرتها السفارة الأمريكية في بكين ارتفاع معدل الهواء الملوث إلى 261 في مقاطعة شاويانغ بوسط الصين، وذلك في الساعات الأولى من صباح السبت، وتراجع المعدل 139 ميكروغرام في المتر المكعب بحلول الظهيرة.
وقال مركز الرصد البيئي لبلدية بكين إن فحص نوعية الهواء بصورة عامة كان عند مستوى 104.
وقال بعض سكان العاصمة على موقع ويبو للتواصل الاجتماعي، وهي النسخة الصينية من موقع تويتر، إن ضباب التلوث ليس بنفس الحدة التي حذرت منها السلطات واشتكوا من القيود المفروضة على قيادة السيارات.
وتواجه الحكومة الصينية انتقادات لعدم إعلان تحذيرات شديدة من ضباب التلوث في كثير من الأحيان. وأطلقت الحكومة نظام الإنذار من منه، المكون من أربعة مستويات قبل عامين، ولكن بكين لم تصدر تحذيرا أحمر من قبل حتى هذا الشهر.
ومع ذلك قال ما يونان، أحد سكان بكين إن الحكومة "تقوم بعمل جيد الآن أفضل من السابق".
وأضاف لوكالة أسوشيتد برس :"في السابق لم تكن الحكومة لتصدر تحذيرا أحمر حتى لو كان ضباب التلوث خطيرا جدا".
لكن الآن تنشر الحكومة تحذيرا مسبقا، "لنستعد وتكون التحذيرات مصحوبة ببعض الإجراءات التي نتبعها".
وتعود مشكلة الهواء الملوث في بكين بصورة أساسية إلى حرق الفحم في محطات إنتاج الطاقة، وإلى التلوث الصناعي وارتفاع أعداد السيارات. كما أن جغرافية المدينة تساعد في زيادة المشكلة لأن الجبال تحيط بها من ثلاث جهات.
واعتاد سكان المدينة على ارتداء أقنعة للوجه في محاولة للحد من المخاطر الصحية التي يتعرضون لها، وتشير الدراسات إلى ان 1.4 مليون يموتون مبكرا بسبب تلوث الهواء، وتصل نسبة الوفيات إلى 4 آلاف حالة يوميا.
وتعد الصين الأسوأ في انبعاثات الكربون، لكنها تخطط للحد من انبعاثات المواد الملوثة للهواء من المصانع ومحطات الطاقة بنسبة 50 بالمئة، خلال الأعوام الخمسة المقبلة.