ليبيا تودّع نجل عمر المختار
13/07/2018 - 11:55
غيب الموت أمس محمد نجل {شيخ المجاهدين} الليبي عمر المختار عن 97 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض، ونعت ليبيا الراحل على كل المستويات السياسية والشعبية.
وتوفي نجل المختار، الذي ينتمي إلى قبيلة المنفة، في منزله بحي الحدائق في مدينة بنغازي (شرق البلاد)، بعد رحلة مع المرض، انتقل خلالها للعلاج خارج البلاد بأمر من المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، كان آخرها في دولة الإمارات العربية المتحدة استغرقت قرابة ثلاثة أشهر.
ولد محمد عمر المختار عام 1921 في منطقة العويلية قرب المرج شرق ليبيا، وعاش مع والدته ونيسة عبد الله الجيلاني، وبعضا من أقاربه. ونقلت مصادر من قبيلة المنفة إلى وسائل إعلامية محلية أمس أن نجل المختار غادر ليبيا مع والدته في اتجاه مصر عام 1927 بطلب من أبيه ليتفرغ لقتال الاحتلال الإيطالي. قضى محمد في مصر 18 عاماً بمدينة الحمام، ثم انتقل إلى سيدي براني بمحافظة (مرسى مطروح)، وكفر الدوار بمحافظة البحيرة، ثم لاحقا إلى الإسكندرية التي تلقى تعليمه بها، وعلم فيها بإعدام أبيه.
عرف محمد عمر المختار بمواقفه المؤيدة لثورة 17 فبراير (شباط) 2011. وسبق أن رد في لقاءات إعلامية عدة على اتهام الرئيس السابق معمر القذافي لـ«الثوار» بأنهم يريدون تقسيم ليبيا، وقال إن «هذا الكلام غير حقيقي. فلا توجد أفكار للانفصال ولا لتقسيم البلاد، والشعب الليبي كله يد واحدة».
كما روى نجل المختار أنه «سمع أن القذافي جلب مرتزقة، ودفع لهم كثيرا من الدولارات ليقتلوا الشعب الليبي». وقال إنه «لم يتوقع منه أبدا أن يفعل ذلك بشعبه».
وسبق أن أبدى محمد رأيه في «الثورة» التي قام بها القذافي عام 1969. وقال إنها «كانت قفزاً على الحكم، وسيطرة على البلد»، ولم يمنعه ذلك من التواصل مع ملك ليبيا السابق إدريس السنوسي، وقال إنه استقبله في الإسكندرية، واصطحبه لسبعة أيام. وعن أسباب نقل القذافي ضريح ورفات والده المجاهد الكبير، قال محمد عمر المختار إن «معمر حرص أن يلقي خطابه الأول من أمام الضريح في بنغازي، لكنه أصر على نقله بسبب توافد الزائرين من كل دول العالم عليه». وخلال الأزمة التي ضربت البلاد منذ إسقاط النظام السابق، لم يفقد نجل المختار ثقته في أن ليبيا ستنتصر وستعود مستقرة كما كانت.