سجلت أسعار النفط، اليوم الإثنين، ارتفاعا حادا في العقود الآجلة، متأثرا بالتصريحات المتبادلة بين السعودية والولايات المتحدة، حول اختطاف الأولى للصحافي، جمال خاشقجي.
وصعدت السعودية، أمس الأحد تصريحاتها بشأن خاشقجي، حيث هددت بأن ردها سوف يكون بـ"المثل" إذا ما طُبقت عليها عقوبات اقتصادية، في أعقاب تهديد رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بفرض عقوبات في حال "تأكيد" مقتل الصحافي السعودي، مما أثار اليوم مخاوف بشأن إمدادات النفط في السوق.
وكانت قناة "العربية" المملوكة للسلطات السعودية، قد نوهت أمس الأحد، في مقال كتبه مديرها، إلى أنه في حال فرض عقوبات على السعودية، قد يغير ذلك من مشهد السوق تماما، حيث "يُمكن" للدولة الأكثر إنتاجا للنفط، الدفع نحو رفع سعر برميل النفط الواحد إلى نحو 200 دولار.
فيما رد البروفيسور في العلاقات الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد، فواز جرجس، على هذه التصريحات قائلا إن "أقوى سلاح للسعودية يتمثل بالنفط والاستثمار (...) ولا أظن أن السعودية سوف تُخفض إنتاج النفط وتصديره للعالم، لأنها سوف تضر نفسها بذلك، كما أشك بأنها قادرة على سحب استثماراتها".
وكتب رئيس بحوث النفط في "جوتاي جونان فيوتشرز"، وانغ شياو، في مذكرة بحثية "عبر السوق مرة أخرى عن قلقه من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد تبادل التصريحات الأمريكية والسعودية بشأن اختفاء الصحفي السعودي مما أدى إلى ارتفاع الأسعار".
وفي سياق متصل، انخفضت أسهم مجموعة "سوفت" البنكية، اليوم الإثنين، متأثرة بعلاقاتها بالسعودية، حيث تُقدم الأخيرة أموالا كثيرة لصندوق "الرؤية" التابع للبنك، ويتزايد انسحاب الحضور من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض المعروف باسم (دافوس في الصحراء) بعد اختفاء خاشقجي.
فيما ألغى الرئيسان التنفيذيان، أمس الأحد، لشركتي "جيه بي مورجان تشيس" و"فورد موتور"، حضورهم للسعودية للمشاركة في مؤتمر للاستثمار هذا الشهر، بتلميح إلى قضية خاشقجي، وقد تؤدي خطوتهما إلى انضمام عدّة شركات أميركية عملاقة بالانسحاب من المؤتمر.