الرئيسية » مشاركات القراء » انتخابات الكنيست بين التهويل والاعتدال - د. نزار جرن
انتخابات الكنيست بين التهويل والاعتدال - د. نزار جرن
18/03/2015 - 21:14

انتخابات الكنيست بين التهويل والاعتدال

لماذا تحولت الجولة الانتخابية عند البعض إلى معركة مصيرية. حياة أو موت؟!!

لماذا نظر إليها البعض بأنها قضية وجودية؟!!

لماذا اعتبر البعض الانتصار فيها انتصارا للكرامة العربية. وشفاء للجرح العربي؟!!

لماذا هذا التهويل؟ لماذا هذه الضجة الكبرى؟!!!!!!!

عندما تجتاح الدولة المعاصرة أزمة اقتصادية تضع لنفسها خطة اقتصادية لمكافحة الأزمة والخروج منها.

هذه الخطة تقوم على وضع (خطوات إستراتيجية) لمكافحة الأزمة، منها على سبيل المثال: توفير فرص عمل، مكافحة الفساد الإداري، تخفيض نسبة الضرائب، وضع تسهيلات للمشاريع الصغيرة، منح قروض لتمويل أعمال الاستثمار.

وعلى هامش هذه الخطوات تضع (خطوات ثانوية) كالاعتماد على المعونات الخارجية ومنح الدول المساعدة.

ومن أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية بكفاءة تركز الدولة 90% من مجهودها في (الخطوات الإستراتيجية) لأنها تمثل الحجر الأساسي في مواجهة الأزمة والتغلب عليها، أما 10% تخصصها (للخطوات الثانوية).

فلو قامت هذه الدولة بقلب المعادلة وركزت 90% من مجهودها في الخطوات الثانوية، _أي طلب المنح والمساعدات من الخارج_ فهذا يعني مزيدا من الديون ومزيدا من تدهور الوضع الاقتصادي ووقوعها في حفرة لا قاع لها. وقس على هذا مختلف المجالات.

أنا أتفق مع الآخر بأن انتخابات الكنيست هي جزء من الحل، لكن في اعتقادي أن هذا الحل لا يتجاوز 10% من مشاكل المجتمع العربي في هذه الدولة.

فالنظر للانتخابات بأنها (الحل الاستراتيجي) هو قلب للمعادلة وظلم للحقيقة أولا، وظلم لأنفسنا ثانيا، لأننا أضعنا 90% من مجهودنا الشخصي وطاقتنا الفكرية في غير الموضع الصحيح.

مشكلة الطلاق التي دمرت الأسرة العربية بأتفه الأسباب، وضعف سلطة الأب وسقوط هيبته أمام الأولاد، أو انشغال الأب بالعمل معظم الوقت (والأسرة تدفع الثمن) وإعراض الكثييييير من الأمهات عن تربية الولد بسب الجهل أو الإهمال، وعدم وجود قنوات مشتركة بين المدرسة وأولياء الأمور (بالمستوى المطلوب) وتشبه البعض بشخصيات فارغة وتَبنّي سلوكهم المعوج، واعتماد فريق كبير من الطلبة سياسة الغش في الامتحانات (وبمساعدة بعض المعلمين) والعزوف عن القراءة والمطالعة والاستهتار بفكرة التعلم، وتولي الكثير من الوظائف في مختلف القطاعات والمؤسسات مع عدم القيام بأدنى حد الواجب، والتفسخ العائلي بسبب النزاع بين الأخوة والأخوات الأشقاء على بقايا تركها الميت، وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وحل مشاكلنا بقوة السلاح وتهميش العقل والمنطق  وغير ذلك كثييييييييير.

هذه المشاكل والتي هزّت أركان المجتمع العربي كله لا نجد لها حلا خلف مقاعد الكنيست.

لأن حل هذه المشاكل يتطلب تغيير قناعات، وتغيير ثقافات، وهذه مسؤولية الأسرة العربية والمدرسة العربية والمسجد الذي هو داخل البلد العربي

هنا ينبغي أن تنصب جهودنا الحقيقية.

                              هذه هي قضيتنا الوجودية.

هذه معركتنا المصيرية. إما حياة أو موت.

الانتصار فيها انتصار للكرامة العربية. وشفاء للجرح العربي.

 

 

     

 

   

 

 

  

اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 05:17
  • 12:29
  • 03:48
  • 06:19
  • 07:35
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1