تحليل الدم بالهاتف الجوال.. ابتكار باحثين أتراك
تمكن باحثون أتراك في معهد "إزمير" للتكنولوجيا العالية، من ابتكار تطبيق جديد على الهواتف الذكية يتيح إمكانية إجراء تحاليل الدم خلال فترة قصيرة وبتكاليف أقل، ودون الحاجة إلى الأجهزة الطبية التقليدية، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".
وتقوم فكرة هذا التطبيق المتوقع أن يبدأ طرحه للاستخدام خلال عام، على وضع قطرات من الدماء على ورقة مصممة خصيصاً لهذا الغرض، والتي يتغير لونها بحسب نوعية المرض، ليتم بعد ذلك التقاط صورة لها وتحميلها على البرنامج المثبت على الهاتف الجوال الذي يقوم بدوره بتحليل واستخراج النتيجة.
وتشمل التحاليل التي يتيح التطبيق إمكانية إجرائها، فيروس التهاب الكبد "ب" و"ج"، وفيروس نقص المناعة "الإيدز"، وأمراض السرطان المختلفة.
وقام بتصميم هذا التطبيق الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء في معهد "إزمير"، أُميد هاكان يلدز، والطالب في ذات القسم هاكان برق أيدين، وزميله في قسم الحاسوب جيهان توكلوجا.
وفي حديث للأناضول، قال يلدز إن الطبيب يطلب من المريض إجراء اختبارات متنوعة لاكتشاف مرضه، وبناء عليه تؤخذ منه أنابيب دم لتوضع في أجهزة طبية، لتظهر نتائج التحليل خلال مدة تتراوح بين 24 و48 ساعة.
هذه الطريقة التقليدية - بحسب يلدز- بحاجة لموظف متدرب وجهاز طبي، وهذا كله يرفع من تكاليف هذه العملية ويطيل من المدة الزمنية لاستخراج النتائج، وهو ما يشكل خطراً في حالات العدوى.
وفي محاولة لتجنب ذلك، قال الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء في معهد "إزمير" إن فريقه سعى لتطوير الاختبار التالي، حين يؤخذ من المريض عينة دم، يوضع منها قطرات على منديل ورقي، وبعد تفاعلات عديدة، يلتقط صورته ويرسلها إلى تطبيق الهاتف الذي تم تطويره، ومن ثم الحصول على النتائج على الفور.
وبشأن ما حققه التطبيق في مرحلة التجريب، كشف يلدز أن "البرنامج نجح في التجارب التي أجريت باستخدام دم صناعي، وأنه تم تحديد العوامل التي أدت إلى المرض".
وأشار يلدز إلى أن "البرنامج يمكنه تحديد جميع الأمراض التي يمكن أن يتم تشخيصها عبر تحاليل الدم، بينها الأمراض المعدية والتهاب الكبد "ب" و"ج"، وفيروس نقص المناعة البشري، وأنواع السرطان.
ولفت إلى أن الفريق البحثي تلقى دعماً من مؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك"، وأن المشروع سيصل مستوى الاستخدام خلال عام، مؤكداً أن المشروع يلقى اهتماماً لافتاً على الصعيد العالمي.
بدوره، أوضح هاكان برق أيدين، أحد الطلاب الذين طوروا المشروع، أن البرنامج أزال الحاجة إلى الأجهزة الطبية في المسح الطبي، لقيامه بنفس العمل في وقت أسرع.
وأضاف أن "عينات الدم يتم تقطيرها على ورقة طورت بشكل خاص لهذا المشروع، حيث تظهر الورقة الألوان المتغيرة بحسب لون رموز العوامل المرضية".
وتابع: "ثم نلتقط صورة لها، ونحملها على التطبيق الذي قمنا بتطويره، حيث يقوم بإجراء المسح حين نلوح بإصبعنا فوق الصورة الظاهرة على شاشة الهاتف".
واستطرد قائلاً: "وبعد انتهاء المسح، يوجهنا البرنامج إلى شاشة الغرافيك، التي تظهر كثافة الألوان، والعوامل التي مهدت الطريق للأمراض في الدم".
ونوه بأن الألوان التي لا ترى بالعين المجردة يظهرها هذا التطبيق.