تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد الليلة الماضية، لن يؤثر على السياسة الإيرانية. واعتبر المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن المواجهة بين إيران وبين الولايات المتحدة وحليفاتها في المنطقة ستشتد في أعقاب الاغتيال.
ولا تتوقع إسرائيل ردا إيرانيا يقود إلى حرب مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، حسب بن يشاي، وإنما سينتظر الإيرانيون "فرصة للانتقام، ربما بواسطة إطلاق نار نحو الأراضي الإسرائيلية بواسطة ميليشيات شيعية في سورية، وربما من غزة أيضا".
ورجحت التقديرات، وفقا لبن يشاي، أن "العمليات الانتقامية الجوهرية ستنتظر لفترة، إلى حين الإعداد لها استخباريا وعملانيا". وأشار إلى تصريحات قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، أمس، بأن إيران لا تخشى الولايات المتحدة ومستعدة للمواجهة.
واعتبر بن يشاي أن اغتيال سليماني تشكل "ضربة في الوعي" شديدة جدا بالنسبة للحرس الثوري والنظام الإيراني، لكنها لن تؤثر على السياسة الإيراني وربما ستصعد "جهود تصدير الثورة، وهو المجال الذي كان سليمان مكلفا بقيادته بشكل مباشر".
واستبعد بن يشاي أن ترد إيران على اغتيال سليماني بشكل عفوي، "ومن الجائز أن تنتظر نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، من خلال محاولات لتقليص الأضرار الاقتصادية وتهديد بقاء النظام، إلى حين اتضاح ما إذا كان دونالد ترامب سيبقى في البيت الأبيض. وفي هذه الحالة ستتجه على ما يبدو إلى مفاوضات لإجراء تغييرات على الاتفاق النووي بينها وبين القوى الكبرى".
وأضاف بن يشاي أن اغتيال سليماني بالنسبة لترامب، وفي عام انتخابات الرئاسة الأميركية خصوصا، هو إنجاز ينضم إلى اغتيال زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي. ورجح أن الأميركيين استعانوا في عملية الاغتيال "بجهات استخبارية أخرى في المنطقة".
ولا تستبعد التقديرات الإسرائيلية أن ينفذ الحرس الثوري الإيراني عمليات ضد أهداف أميركية، وربما إسرائيلية أيضا، في أنحاء العالم.
واعتبر بن يشاي أن "لإسرائيل حساب طويل مع سليماني، الذي يعتبر أنه كان ضالعا في عملية تفجير مبنى الجالية اليهودية في بوينس آيريس، عام 1994، وعملية حافلة السواح في بورغاس، عام 2012، وفي ثلاث حالات على الأقل تم فيها محاولة إطلاق صواريخ ودرونات من الأراضي السورية. لكن خطره الأساسي كانت جهوده لبناء جبهة شيعية أخرى ضد إسرائيل في سورية، منذ العام 2017، وأنه كان على رأس مشروع تحسين دقة الصواريخ التي بحوزة حزب الله".