يشارف برنامج "أكس فاكتور" على نهايته. ومع اقتراب موعد الحلقة الأخيرة من الموسم الأول من النسخة العربية التي تعرضها قناة "أم بي سي"، بعدما اشترت حقوق بثه على شاشتها، تطرح تساؤلات كثيرة، تتراوح بين فشل البرنامج ونجاحه، وبين عجزه أو قدرته على أن ينتفض على نفسه بعد مواسم سابقة من الفشل الذريع في عروضه السابقة على عدد من المحطات العربية، وآخرها النسخة التي عرضت على قنوات cbc المصرية و"روتانا" وmtv اللبنانية، حيث كان حسين الجسمي وكارول سماحة وإليسا ووائل كفوري أعضاء لجنته التحكيمية.
"أم بي سي"، التي تعاقدت مع راغب علامة لكي يكون عضو لجنة تحكيم في البرنامج، بعدما وصلت الخلافات بينه وبين أحلام إلى طريق مسدود، أثناء مشاركتهما في برنامج "أراب أيدول"، فعلت الشيء نفسه مع إليسا التي لم يكن حالها مع كارول سماحة أفضل من حال راغب مع أحلام، كما اختارت دنيا سمير غانم لكي تكون زميلة راغب وإليسا في مهمة التحكيم، نظراً إلى الجماهيرية الواسعة التي تتمتع بها في مصر، فضلاً عن صِغر سنّها وقدرتها على جذب الجيل الشاب من المشاهدين، بعدما اعتذر حسين الجسمي عن المشاركة، في حين ظلّت خلفيات استبعاد كارول سماحة عن البرنامج مجهولة، في نفس الوقت الذي تمّ التعاقد فيه مع وائل كفوري لكي يحتلّ ـ كمحكّم ـ كرسي راغب في برنامج "أراب أيدول".
هذه الخلطة الذكية التي اعتمدتها إدارة "أم بي سي" للاستعانة بنجوم لهم وزنهم في العالم العربي، لكي يكونوا "الواجهة" التي ترتكز عليها في جذب مشاهدي العالم العربي إلى برامج الهواة الكثيرة والمتنوّعة، التي تعرضها على شاشاتها، لم تفعل فعلها على ما يبدو كما كان متوقعاً منها. فبرنامج "أراب أيدول" فقد عنصراً أساسيّاً من عناصر نجاحه بانسحاب راغب علامة منه، إذ أفقد البرنامج الكثير من حيويّته وتميّزه مع غياب روح المشاكسة والمشاغبة التي كانت سائدة بين راغب وأحلام، والتي كانت تشكّل العنصر الأساسي ـ وربّما الأول ـ في نجاحه ومتابعته جماهيرياً؛ وهذا ما كان يؤكّده اشتعال مواقع الصحافة، أثناء عرض الحلقة وبعده، بالتعليق على "مناوشاتهما" التي كانت تُشكّل الشغل الشاغل للمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات ايضاً، حيث كانت "أخبارهما" (النجمين) خصوصاً، وأخبار البرنامج عموماً، تحتلّ العناوين البارزة والأساسيّة فيها.
ما حققه راغب مع أحلام، بعيداً عن اعتراض البعض عليه، لم يُحققه مع إليسا، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي تبذل من قبل كليهما لإضفاء بعض من أجواء المشاغبة على أجواء برنامج "أكس فاكتور". إليسا التي تحاول أن "تتغزّل" بـ "شباب البرنامج" وأن توزّع قبلاتها عليهم، لم توفّق إلى إثارة الجدل حولها، حتى أنّ أحداً لم يُعلّق من قريب أو بعيد على تصرّفاتها غير المقبولة عندما شدّت أذن راغب، في الحلقة الماضية، لكي تنّبهه إلى ضرورة أن يتكلّم بإيجابية عن "مشتركها المفضّل" مجدي شريف. ويُمكن تخيّل الأمر فيما لو صدر هذا التصرّف عن أحلام، التي نجحت بدورها أن تكون "سيّدة الموقف"، وأن تكون عضو لجنة التحكيم المسيطر على برنامج "أراب أيدول"، من دون أن تُواجه بأيّ اعتراض من زملائها بإمكانه أن يُشعل أجواء الحلقات.
عادة، تكون برامج الهواة الفنية “trend” على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على موقع "تويتر". ولكنّ هذا الأمر لم يتحقّق مع برنامج "أكس فاكتور". فحتى في "موقع سيدتي" لاحظنا أن نسبة متابعة القراء لأخبار هذا البرنامج باتت ضئيلة مقارنة بمتابعتهم لأخبار برامج الهواة الأخرى؛ فهل هذا يعني فشل برنامج "أكس فاكتور"؟
ربّما يكون سابقاً لأوانه القول إنّ برنامج "أكس فاكتور" لم يُحقّق النجاح. وقد لا تكون "العّلة" في هذا البرنامج تحديداً، بل في برامج الهواة الفنية عموماً! وما يحسم هذا الأمر هو الإقبال أو عدم الإقبال على ما سوف يُعرض منها في أثناء الأشهر المقبلة. فهل بدأ "العد العكسي" لانتهاء العصر الذهبي لبرامج الهواة الفنية؟ وهلّ ملّ الناس من متابعتها ومشاهدتها، أم أن برنامج "أكس فاكتور" هو البرنامج الأضعف من بينها؟
نادين طربيه، مديرة العلاقات الإنتاجية، أكّدت في دردشة مع "سيدتي نت" أنّ برنامج "أكس فاكتور" يُحقق نسبة مشاهدة عالية جداً، توازي تماماً نسبة المشاهدة التي تحققها كلّ برامج الهواة الأخرى. وأضافت: "من الطبيعيّ أن يكون هناك مواسم مقبلة من برنامج "أكس فاكتور"، وحاله من هذه الناحية هو كـحال سواه من برامج الهواة الضخمة التي تعرضها "أم بي سي"".
وتابعت طربية: "البرنامج يحتلّ المراتب الأولى في مصر والسعودية ونحن راضون عنه كثيراً".