أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلاً عن 3 مصادر أميركية وإسرائيلية وصفها بالمطلعة، بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال مكالمة هاتفية مساء يوم السبت، عن قلقه بشأن "الدور الإسرائيلي في تصعيد التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان"، ما قد يشعل فتيل حرب إقليمية، فيما نفى مسؤولون إسرائيليون "الأمر بشكل قاطع".
وأضافت المصادر، أن بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "يشعرون بقلق بالغ" إزاء محاولة إسرائيل استفزاز جماعة "حزب الله" اللبنانية، وخلق ذريعة لتوسيع نطاق الحرب في لبنان، ما قد يجر الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى الصراع.
ومنذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تقع مناوشات "يومية" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث أطلق "حزب الله" صواريخ مضادة للدبابات على مدن وبلدات إسرائيلية على طول الحدود، فيما شنت تل أبيب غارات جوية على مواقع تابعة للجماعة قبل أن يطلق "حزب الله" صواريخه من داخل لبنان على بلدات في شمال إسرائيل.
وأسفرت الضربات من الجماعة اللبنانية عن سقوط 10 إسرائيليين، فيما قتلت هجمات تل أبيب على "حزب الله" أكثر من 60 عنصراً، إضافة إلى مدنيين لبنانيين.
إزاء ذلك أجلت إسرائيل عشرات الآلاف من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود بينها وبين لبنان، كإجراء احترازي لهجوم محتمل من قبل "حزب الله"، على غرار الهجوم الذي شنته حركة "حماس".
"احتواء الصراع"
وقال مصدر أميركي لـ "أكسيوس"، إن البيت الأبيض طلب من أوستن الإعراب لغالانت عن قلقه بشأن "التصعيد الذي تشهده العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان".
وورد في النص المنشور للمكالمة الهاتفية بين الوزيرين، أن أوستن "شدد على الحاجة إلى احتواء الصراع في غزة، وتجنب التصعيد الإقليمي" من دون ذكر لبنان على سبيل التحديد، وفقا لما أورده "أكسيوس".
لكن مصدرين أميركي وإسرائيلي "مطلعان على المكالمة" وصفا لـ "أكسيوس" الحديث الذي دار عبر الهاتف بين وزيري الدفاع بأنه كان "مباشراً وصريحاً"، وأن أوستن على وجه التحديد أعرب عن قلقه من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن أوستن طلب من غالانت بعض "التوضيحات" بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، كما طلب منه أن تتجنب إسرائيل "الخطوات التي قد تؤدي إلى إشعال فتيل حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله".
ورداً على ذلك، أكد غالانت لأوستن أن السياسة الإسرائيلية لا تتجه إلى فتح جبهة ثانية في لبنان، كما شدد على أنه لا يعتقد أن هكذا سيناريو قد يحدث، وفق المصدر الإسرائيلي.
"حزب الله يلعب بالنار"
وأخبر غالانت نظيره الأميركي أيضاً بأن "حزب الله" يصعد هجماته، بما في ذلك الهجوم الذي شنه بالطائرات المسيّرة من سوريا على مدينة إيلات على بعد 350 ميلاً. وأضاف خلال المكالمة أن "حزب الله يلعب بالنار".
وتضغط إدارة جو بايدن على الحكومة اللبنانية وقوى إقليمية أخرى لعمل ما يستطيعونه لمنع "حزب الله" من الانضمام إلى الحرب.
وقال مصدر مطلع لـ "أكسيوس"، إن كبير مستشاري بايدن ومبعوث واشنطن إلى لبنان، آموس هوكشتاين، سافر إلى بيروت الأسبوع الماضي، ووجه تحذيراً شديد اللهجة إلى "حزب الله" عبر رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، ومسؤولين لبنانيين آخرين بعدم تصعيد الموقف.
وأكد هوكشتاين، خلال الزيارة، أن الولايات المتحدة "لا تريد أن ترى الصراع في غزة يمتد إلى لبنان"، وأن استعادة الهدوء على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان "يجب أن يمثل الأولوية القصوى" لكل من بيروت وتل أبيب، وفقاً لما قاله متحدث باسم مجلس الأمن القومي لـ "أكسيوس".
في المقابل، أشار مصدران مطلعان إلى أن "الانطباع الذي تكون لدى إدارة بايدن أثناء وبعد زيارة هوكشتاين هو أن الحكومة والشعب اللبنانيين، وكذلك حزب الله غير حريصين على الحرب ضد إسرائيل".
تجنب التصعيد
وأضاف أحد المصدرين أن إدارة بايدن تشعر بـ "الرضا"، لأن خطابات زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، على مدى الأسبوع الماضي، لم تتضمن الدعوة إلى مزيد من التصعيد، ما اعتبروه إشارة إلى أن رسائلهم قد "وجدت آذاناً صاغية".
وقال المصدر الإسرائيلي لـ "أكسيوس"، إن إدارة بايدن شعرت بالانزعاج إزاء واقعتين يمكن أن تدفعا بـ "حزب الله"، إلى الرد بطريقة قد تؤدي إلى اتساع نطاق الصراع ضد إسرائيل بدرجة كبيرة.
وكانت غارة جوية إسرائيلية أصابت سيارة في جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط امرأة مسنة و3 من أحفادها، واستغرق الأمر أياماً قبل أن يعترف الجيش الإسرائيلي بالواقعة. وفي الحادثة الثانية، نفذ الجيش الإسرائيلي، السبت، هجوماً بالمسيّرات على مسافة 25 ميلاً شمال الحدود. ويعد هذا الهجوم "الأطول مدى" في لبنان منذ اشتعال فتيل الحرب.
وأضاف المصدر أن المسؤولين في إدارة بايدن "يشعرون بالقلق" إزاء "تهديدات غالانت العلنية لحزب الله"، ويعتقدون أن هذه التهديدات "لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات".
وأفادت الصحف الإسرائيلية بأنه بعد عدة أيام من اندلاع الحرب أراد غالانت وعدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي توجيه "ضربة استباقية واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان". وبحسب التقارير، فقد رفض نتياهو توجه غالانت.