عشرون عاما من الغربة أمضاها البنغلاديشي "محمد بلال" للعمل في السعودية، ليقوم على توفير حياة كريمة لأسرته (زوجة، و3 أبناء) وليحج معها يوماً.. ثم كتب الله له في هذا العام أن يحقق حلم زوجته وحلمه بإصطحابها للحج، وفي لحظة "التدافع" بمشعر منى، فارقت زوجته الحياة أمام عينيه (الخميس 24 سبتمبر 2015).

 الحاج محمد بلال الذي كان يعمل في محل للملابس بمنطقة "ظهران الجنوب" جنوبي السعودية، يقول: "عملت قرابة ربع قرنٍ لتستطيع زوجتي أداء مناسك الحج هذا العام.. زوجتي كانت في حالة إيمانية لا توصف، كانت سعيدة جداً بأداء المناسك، إذ ودَّعت أولادها الثلاثة وأودعتهم لدى عائلتنا في بنغلاديش، كان هناك عناقها الأخير لهم، وكأنها تعلم أن هذه الرحلة ستكون ذهاباً فقط من دون عودة"، وفق ما نشرته "الحياة". 

 

 وأضاف محمد: "إن الحادثة وقعت في الساعة السابعة ونصف صباحاً، عندما انتهيت أنا وزوجتي من رمي الجمرات وكنا متجهين للخروج من منطقة المشاعر، لكننا دخلنا شارع 204، ففوجئنا بوجود أفواج متضادة في الشارع ذاته، حاولنا الهرب إلا أن التدافع كان عنيفاً جداً، سقطت وسقطت معها، وسقط فوقنا العديد من الحجاج المتدافعين، استطعت القيام مرهقاً نتيجة الحروق التي أصابتني من درجة حرارة الأرض، وقمت بالصراخ أنقذوا زوجتي، زوجتي تموت، إلا أن الجميع كان مشغولاً بنفسه، حاولت انتشالها، من فوق الجثث والأجساد التي اعتلتها، لكني لم أستطع إلا بعد فوات الأوان".