شهدت الولايات المتحدة عددا من الحوادث النووية والهيدروجينية التي كانت على وشك إفناء الحياة فيها.
في شهر مارس/آذار 1958، بعد إقلاع طائرة من نوع بوينغ "B - 7"، من قاعدة أمريكية في بريطانيا وكانت تحمل قنبلة نووية تزن 3 أطنان من نوع "Mark VI"، ضرب جهاز الإنذار في غرفة القيادة والذي أظهر مشكلة تحكم في جهاز حمل القنبلة، وبعد محاولات عدة لاكتشاف الخطأ ضغط الطيار على زر بالخطأ وتم قذف القنبلة التي سقطت على منزل ولحسن الحظ عند اصطدامها بالأرض لم تنفجر.
وفي 23 يناير/كانون الثاني من عام 1961، قاذفة أمريكية من نوع "B-52"، كانت تحمل قنبلتين حراريتين من نوع "W39"، أثناء التحليق تم اكتشاف تسرب للمحروقات من أحدى جناحيها، وخلال توجه القاذفة إلى القاعدة بدأ الجناح يتحطم. وقبل وصوله، حاول الطياران النجاة وفقزا من الطائرة، وقد انفصلت القنبلتان عن الطائرة على ارتفاع 3 آلاف متر. وقد تم فتح المظلة التي كانت ملصقة بإحدى القنابل ولم تتضرر، أما الثانية فقد سقطت في مستنقع.
وفي 1990 بعد رفع السرية عن التقارير، اتضح أن القنبلة الأولى بالإضافة إلى اشتغال المظلة فإن 3 من جملة 4 أجهزة السلامة توقفت عن الشغل ما جعل القنبلة في جاهزة للانفجار، وكانت الولايات المتحدة على كافة كارثة كبيرة، إذ أن قوة كل قنبلة من هاتين القنبلتين تفوق 260 مرة قنبلة هيروشيما.
أما في يناير/كانون الثاني عام 1968 عندما كانت تحلق الطائرة الأمريكية من نوع "B-52"، وعلى متنها 4 قنابل هيدروجينية من نوع " B28FI" فوق خليج غرينلاندا بسبب خطأ، بدأ الهواء الساخن يتسرب من المحرك إلى نظام التدفئة في المقصورة، وسرعان ما اشتعلت النيران، في غرفة القيادة، قرر الطاقم المتكون من 6 أفراد القفز، فواصلت قاذفة القنابل التحليق ثم سقطت على الجليد في خليج نورث ستار. ولكن لحسن الحظ لم تنفجر القنابل الأربع وغاصت اثنتان تحت الجليد، وكان انفجار قنبلة حرارية واحدة كاف لتحويل غرينلاند إلى صحراء.
ومن الجدير بالذكر أن غرينلاند تابعة للدنمارك، التي أعلنت في عام 1957 نفسها منطقة خالية من الأسلحة النووية. وأثار ذلك انتقادات تقول أنه في سماء دولة أوروبية حلقت القاذفات الاستراتيجية للولايات المتحدة أدت إلى فضيحة دولية.
وتبقى الحالة الأكثر شهرة في التعامل بلا مبالاة مع الذخائر النووية في الولايات المتحدة هي حادثة 5 فبراير/شباط 1958 عنما اصطدمت قاذفة من "B-47 مع مقاتلة من نوع F-86 فوق جزيرة تايبي في ولاية جورجيا الأمريكية، تحطمت المقاتلة وتعرضت القاذفة إلى اضرار جسيمة، واضطر الطاقم إلى القفز فيما سقطت القنبلة الهيدروجينية في المحيط ولازالت حتى اليوم في قاع المحيط لم يتم العثور عليها.