مرض "الانتباذ البطاني الرحمي" (الاندمتريوزيس): 10% من النساء يعانين بسبب المرض، فما هو?
بطانة الرحم هي مرض مزمن يصيب أمراض النساء ويصيب حوالي 10٪ من السكان من النساء والفتيات، ويتم تشخيصه بمتوسط تأخير يبلغ حوالي 11 عامًا. يبدأ المرض عادة في سن المراهقة أو في العشرينات من العمر، وأحيانًا من فترة الحيض الأولى- الدورة الشهريّة.
يتميز المرض في هذه الأعمار بآلام توصف بالشلل في أغلب الأحيان أثناء الحيض، والتي قد تكون مصحوبة بالإغماء والقيء والغثيان. يحدث المرض عندما تنمو الخلايا الشبيهة ببطانة الرحم لسبب غير معروف بالكامل خارج الرحم (خاصة الحوض) وتشكل التهابات وآفات وكيسات والتهابات تسبب ألمًا شديدًا وأعراضًا أخرى موصوفة أعلاه.
بطانة الرحم هو مرض تدريجي، مما يعني أنه يمكن أن يتفاقم دون علاج. لذلك إذا تم التشخيص متأخرًا، فإن الأعراض في كثير من الأحيان تكون أكثر شدة من آلام الدورة الشهرية وقد تشمل آلام الحوض المزمنة وآلام أسفل الظهر ومشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل في الجهاز البولي وانتفاخ البطن والتعب المزمن، وكل ذلك أثناء الحيض أو طوال الشهر والألم في العلاقات الجنسيّة. بالإضافة إلى أن المرض في مراحله الأكثر تقدمًا يمكن أن يسبب مشاكل في الخصوبة.
إلى جانب كل هذا، تجدر الإشارة إلى أنه في كثير من الأحيان يمكن أن يتواجد المرض حتى بدون أي أعراض على الإطلاق.
عن المرض: المسببات، التشخيص، درجات المرض والعلاج
حول الموضوع، تحدثنا إلى الطبيب المختص د. موران باز، من مستشفى الكرمل، والذي شدد بداية الأمر أنّ: التوعية الجماهيريّة للموضوع مهمة جدًا، فعدد من النساء والفتيات يصبن بآلام دون معرفة مسبقة عن المرض كبير، والتشخيص المُبكر سيحسن حياة النساء ويوفر عليهّن سنوات من المعاناة الجسدية والنفسيّة.
وعن طرق التشخيص، قال: التشخيص يتم عن طريق الجراحة من خلال الفحص المرضي للأنسجة التي تمت إزالتها من الحوض وقت الحيض. ومع ذلك، من المعتاد في الوقت الحاضر التشخيص حتى بدون جراحة بواسطة أخصائي في الانتباذ البطاني الرحمي (طبيب نسائي متخصص في هذا المجال) .
واوضح عن مسببات المرض قائلا: أنّ اسباب المرض عدة، منها تدفق الدماء خلال الحيض إلى الرحم وليس خروجها من الجسم، أو اسباب وراثية، او جينية تتعلق بمبنى الرحم.
وعن مناطق الإصابة، قال: المواقع الأكثر شيوعًا التي توجد فيها خلايا بطانة الرحم هي أعضاء الحوض، وخاصة قناتي فالوب والجهاز الهضمي والمثانة والحاجز المستقيم المهبلي. في حالات نادرة، يمكن العثور على خلايا بطانة الرحم في مناطق بعيدة عن الحوض ايضًا.
وتطرق إلى درجات المرض، حيث اضاف في السياق: المرض يأتي بـ 3 درجات متنوعة، أخطرها الإنتباذ الرحمي العميق، والذي يخترق الأنسجة في الأعضاء المختلفة بعمق. وهنالك الخفيف الذي يصاحبه آفات سطحية والتهاب حول أعضاء الحوض، والمتوسط وهو عبارة عن آفات أوسع وأعمق، تبدأ في اختراق أعضاء الحوض أو الصفاق، ووجود التصاقات (عندما تلتصق الأعضاء المختلفة ببعضها البعض) حول المبيضين وقناتي فالوب.
كما وتطرّق إلى العلاقة بين المرض والخصوبة، مشيرًا: يعاني حوالي 30-50٪ من المرضى من صعوبات في الإنجاب. هذا لا يعني أنك لن تكوني قادرة على الحمل، ولكنك قد تواجهين تجارب صعبة، وأحيانًا علاجات الخصوبة. يمكن للجراحة في كثير من الأحيان تحسين الخصوبة بشكل كبير لكن من المهم أن تسأل الجراح قبل كل عملية عن الحاجة للحفاظ على الخصوبة (تجميد البويضات) قبل إجراء العملية، حيث إن الجراحة التي تشمل المبيض في بعض الأحيان يمكن أن تلحق الضرر بكمية البويضات في المبيض.
وفيما يتعلق بالحلول، قال د. باز: أنّ الحلول قد تكمن بالمسكنات بأنواعها، او العلاجات الهرمونية وممكن أن تصل إلى الجراحة، إلا أنّ الطب البديل وتغيير نمط الحياة والأكل والتدليك الدائم لمنطقة الحوض قد يساعد.
حياتي صعبة جدًا بسبب المرض، مهم التوعية له
قمر فحماوي، أم لطفلتين، من دالية الكرمل، تعاني منذ 4 سنين من المرض، وقالت بدورها: اشدد على حديث د. باز، من المهم جدًا توعية النساء والفتيات، فالاغلب يصبهن الام الدورة الشهرية ولا يعين للموضوع بإعتبار أنّ الموضوع محرج أو عاديّ.
واشارت: الآلام التي كانت تصيبني قاسية جدًا، وصلت إلى مرحلة الشلل واضطررت للبقاء في المنزل، فأثناء الأوجاع لا يمكن التحرك والقيام بأعمال إعتيادية.
واوضحت: توجهت عدة مرات للأطباء للفحوصات، وكانت أجوبة الألتراساندو جيدة، وفقط من خلال فحص الـ MRI تم تشخيص المرض حيث خضعت قبل 7 شهور إلى عملية جراحية إلا أنه وعلى ما يبدو هنالك بقايا خلايا بطانة في مناطق أخرى في الجسم يجب معالجتها.
وقالت أنّ: المرض حاليًا مس بإمكانية انجابها لطفل/ة اضافية، مما دفعها للتفكير بالتوجه إلى الزراعة وإلى علاجات الخصوبة.
وناشدت النساء بالتوجه للفحص، او الإستعانة بخدمات جمعية بطانة الرحم (الاندمتريوزيس).
من هي جمعية بطانة الرحم (الاندمتريوزيس)؟
تأسست جمعية الانتباذ البطاني الرحمي في إسرائيل في عام 2019 من قبل مرضى الانتباذ البطاني الرحمي الذين قرروا إحداث تغيير في جودة البحث والحقوق والتوعية وعلاج الانتباذ البطاني الرحمي في إسرائيل. تعمل الجمعية في مجالات متنوعة لمرضى الانتباذ البطاني الرحمي في إسرائيل.