هذا هو موقف الرجولة.. هكذا كان رد عبد الفتاح زريقي على مقتل ابنه
أصدر عبد الفتاح زريقي (زريقات) والد المرحوم الشاب محمد زريقي والذي توفي قبل عدة ايام خلال شجار في بلدة كفركنا ، اليوم الاثنين بيانا جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
انا عبد الفتاح زريقات والد المقتول محمد زريقات من كفركنا، والذي قتل مساء يوم الاربعاء على يد اثنين من افراد عائلته دهسا، بدون أي سبب يدعو للقتل.
ابني محمد من الشباب المحبوبين في العائلة والقرية، وخبر قتله كان مفجعا لاهل القرية خاصة وللناس عامة، فهو معروف بحسن خلقه وكرمه مع اصحابه ونشاطه في عمله ومساعدته للناس، حتى ان علاقته مع القاتلين كانت ممتازه قبل الحادث، فقد كان ابني يحاول مساعدتهم بتحسين وضعهم الاقتصادي وايجاد فرص عمل.
والد القاتل صديق عزيز علي وقريب لي ويسكن في نفس الحاره، وهذا ما جعل الحادث أشد صعوبة وقسوة علي حيث جاء القتل من اعز الاصدقاء بصورة بشعه وغدرا.
بحكم كوني من وجهاء العائلة حاولت الاصلاح بين ابو القاتل وابن عمه، واستجاب لي لكن ابنه لم يرضى بالصلح وقام مع ابن عمته باستدراج ابني لمكان الجريمه وخططوا لضربه ودهسه والذي ادى الى قتله.
ان بشاعة التخطيط والتنفيذ للجريمه تدل على عمق آفة العنف في قلوب القاتلين، وبالتالي يدل على انعدام الاخلاق وقلة الدين.
ان اهمالنا لتربية ابنائنا كافراد مجتمع وتركهم يقضون ساعات طويلة خارج البيت واطار الاسرة في المقاهي والشوارع، غذى فيهم الابتعاد عن الاسرة والتماسك الاجتماعي وقلة الخوف من الله وعقوبته والبعد عن تعاليم الدين واداب المجتمع.
انا ابو محمد ربيت ابنائي على حب الناس والمجتمع، احترام الصغير والكبير، صلة الرحم وبر امهم واخواتهم، والله اختارني لامتحان ما ربيت عليه ابنائي، لذلك بعد الحادث مباشرة طلبت من جميع افراد العائلة لجم غضبهم وعدم القيام بأية ردة فعل والسماح لذوي القتلى بمغادرة البلدة بسرعه لحقن الدماء، وعدم التعرض لهم ولممتلكاتهم بل وحراستها، وقد التزموا جميعهم بذلك وهذا ما اثار دهشة اهل القرية وافراد الشرطه، حيث اقتصرنا الترحيل على بيتين فقط وهما بيتي القاتلين.
وقد فعلت هذا امتثالا لوصية رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وامتثالا لامر الله بكظم الغيظ والعفو عند المقدرة.
بودي اوجه رساله للمجتمع : ان العنف مسؤولية الجميع، علينا الوقوف متكاتفين لايقاف هذا الوباء ومعالجته عن طريق تربية ابنائنا على التحكم بأنفسهم وقت الغضب واختصار مظاهر العنف .
واطلب من افراد قريتي ومجتمعي بان يوفروا بيئة أفضل لحفيدي عبد الفتاح ابن محمد ابن الثلاثة اسابيع وللاجيال القادمه ليعيشوا بمجتمع أفضل خالي من العنف وقريبا من كنف الاسرة بجو من التفاهم والحوار والموده.
واخيرا اقول ان لله وانا اليه راجعون واستودع ابني محمد برحمة الله واحتسبه شهيدا واتمنى ان يكون اخر ضحيه للعنف، وان يقتدي بي الناس في خلق العفو وكظم الغيظ.