يصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ظهر اليوم الإثنين، إلى إسرائيل في زيارة تستمر اليوم وغدًا، وتحتل أربع ملفات مركزية طاولة البحث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومنهاما سيُبحث أيضًا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وتسعى إسرائيل لوضع الملف الإيراني على رأس الملفات على طاولة البحث مع ترامب، ومنحها الأولوية على مبادرة الرئيس الأميركي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى اتفاق يقضي بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967.
وتشمل ملفات البحث أيضًا التطورات الأمنية في المنطقة، لاسيما في سورية، حيث سيستغلها نتنياهو للمطالبة باعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، إضافة إلى العلاقات الثنائية الأميركية الإسرائيلية.
وبعد أن بات من شبه المؤكد أن الرئيس الأميركي لن يعلن خلال زيارته عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فقد دفعت إسرائيل باتجاه أن يعلن القدس "العاصمة الموحدة لإسرائيل".
وتتزامن زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل مع ذكرى مرور 50 عاما على احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في العام 1967، وفق التقويم العبري.
فعشية هذه الزيارة، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية شريطا قصيرا بعنوان "القدس العاصمة الأبدية الموحدة لدولة إسرائيل". واعتبر الشريط أن القدس هي "المركز الجغرافي والروحي للشعب اليهودي".
وقال إن "القدس قسّمت عندما غزت 5 دول عربية إسرائيل في العام 1948، وأعيد توحيد المدينة في العام 1967 نتيجة انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة".
وبالإضافة لشريط وزارة الخارجية، أعلن العديد من السياسيين، بينهم نتنياهو وبينيت ولابيد، خلال اليومين الماضيين، إن "القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية"، ما اعتبر رسالة للرئيس الأميركي بأن إسرائيل لن تقبل بحل الدولتين.
وكانت إسرائيل تأمل أن يعلن الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى إسرائيل عن قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو الأمر الذي استبعده مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة.
وسعت إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى تكرار المطالبة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وذلك عبر تصريحات من نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار.
ويسود الاعتقاد بأن الرئيس الأميركي عدل عن المسارعة في تنفيذ وعده الانتخابي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، لرغبته في تحقيق اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي.
وقال مسؤول فلسطيني كبير، لوكالة الأناضول، إن الرئيس الأميركي أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعهما في البيت الأبيض، يوم الثالث من الشهر الجاري إن بإمكانه تحقيق اتفاق سلام خلال عام.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الرئيس الأميركي قال إنه جاد في التوصل إلى اتفاق وإنه يريد تعاون الطرفين معه في هذه المهمة، وقد أبلغناه بأننا سنتعاون إيجابيا مع هذه المهمة ونصحناه بتبني مبادرة السلام العربية من أجل تطبيق حل الدولتين، فلسطين إلى جانب إسرائيل".
وتقوم مبادرة السلام العربية، التي تبنتها القمة العربية للمرة الأولى في العام 2002 على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، استنادا إلى قرار الأمم المتحدة 194 مقابل تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.
وأعادت الدول العربية تمسكها بهذه المبادرة، في القمة العربية، التي عُقدت في شهر آذار/ مارس الماضي في الأردن.
ولكن إسرائيل ما زالت ترفض القبول بهذه المبادرة بحرفيتها، فيما ما زال موقف الإدارة الأميركية الجديدة منها غير واضح.
ورجّح المسؤول الفلسطيني في حديثه لوكالة الأناضول، أن يعلن الرئيس الأميركي في نهاية زيارته عن حراك لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ نيسان/ إبريل 2014.
وتخشى إسرائيل موقفا أميركيا خلال الزيارة بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن أخفق الطرفان منذ منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي في التوصل إلى تفاهم بشأن الاستيطان.
ومن أجل ذلك، عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى الامتناع عن إقرار مشاريع استيطانية في الأسابيع الأخيرة، خشية أن تهيمن على الزيارة.
وكان الاستيطان الإسرائيلي أحد أسباب التوتر في العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وتعتبر إسرائيل أن الولايات المتحدة الأميركية هي حليفها الأكبر والأقرب في العالم، ولذلك فهي ترفض وساطات دولية أخرى في ملف المفاوضات.
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن زيارة الرئيس الأميركي تعيد التأكيد على "السند غير القابل للكسر بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمناسبة زيارة ترامب إنه "على مدى عقود، أصبحت الشراكة بين الدولتين أقوى من أي وقت مضى، مما أدى إلى التعاون والمبادرات في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والابتكار".
ولفتت الوزارة الإسرائيلية في بيان أصدرته، إلى أن الولايات المتحدة كانت الدولة الأولى التي تعترف بإسرائيل بعد 11 دقيقة من الإعلان عن إقامة إسرائيل".
وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تطوران معا أنظمة الدفاع الصاروخية الأكثر تطورا في العالم".
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن أنظمة الدفاع الصاروخية تهدف إلى حماية إسرائيل من هجمات صاروخية خارجية "بما فيها من إيران".