عادت عجيبة أرضية غير طبيعية، ومعروفة منذ قرون، للظهور مجدداً هذه الأيام في الغرب الأمريكي، وجذبت إعلاميين ومصورين وفضوليين سعوا بالمئات لمعاينة والتقاط صور نادرة لظاهرة معروفة باسم “شلال النار” الذي يبدو متساقطا بالحمم بدل الماء من أعالي جبال مطلة على منتزه Yosemite National Parkالشهير بولاية كاليفورنيا.
وتجددت الظاهرة يوم 15 فبراير الجاري فجأة، وبعد غياب طال سنوات، وحسب “العربية” الشلال المنهمر من قمة صخرية اسمها El Capitánبالإسبانية، في جبال “سييرا نيفادا” الفاصلة بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، في موقع خاص بها هو عجيبة طبيعية لا لأنه من نار، وهو ليس من نار على أي حال، بل لأنه ناتج عن خداع نظر تمارسه الطبيعة أحياناً وفجأة في لحظات سريعة من آخر أسبوعين في فبراير فقط، وضمن شروط فلكية وجيولوجية نادرة الحدوث أيضاً.
من أهم شروط الظاهرة أن تكون شمس الغروب في مكان محدد بالسنتيمترات من زاوية فلكية معينة، وتنعكس أشعتها لدقائق معدودات على المياه المتساقطة، بحيث تشبعها بلونها الشبيه برتقالياً بلون النار وحمم البراكين، فتبدو وكأنها مشتعلة وملتهبة وهي تنهمر، بينما هي عادية كما في أي شلال آخر، لكن ما تتعرض له من تلوين لا يحدث لأي مياه غيرها في العالم.
ظهور “القمر الأزرق” يساعد على تجدد الظاهرة
تكاتف علمي بين فلكيين وجيولوجيين أمريكيين، ممن درسوا الظاهرة النادرة طوال سنوات، كشف بأنها لا تحدث إلا عندما يكون القمر في حالة يطلقون عليه معها اسم “القمر الأزرق” وهي اكتمال إضافي للجرم الأقرب من الأرض في قسمي العام، يؤدي الى أن يشهد سكان الأرض بدرين في شهر واحد.
وتأتي ظاهرة “القمر الأزرق” بتسميتها المجازية، مرة كل عامين أو 3 أعوام، لكن لا يرافقها دائماً تلوّن مياه الشلال بلون النار، المفترض حدوثه في أواخر فبراير فقط، وقد يغيب سنوات ليتجدد ثانية، وقد ظهر في أغسطس 2012 وفي يوليو العام الماضي، من دون أن تتجدد معه الظاهرة المشترطة عودتها في شهر شهد “القمر الأزرق” أيضاً، وساعة تكون شمس الغروب في مكان محدد من زاوية معينة من الشفق.
انتظروا 11 سنة ولم يحالفهم الحظ إلا مرتين أو 3 مرات
هناك شرط آخر نادر الحدوث أيضاً يظهر معه الشلال بلون النار للعيان، وهو أن تكون حرارة الشمس أشد من العادية بديسمبر ويناير وفبراير نفسه، لتذوب معها ثلوج في جبال “سييرا نيفادا” وقمة “إل كابتين” بالذات، بحيث يصبح الشلال غزيراً بكمية مياه محددة، وبانعكاس أشعة الشمس عليها تتشبع بلون ناري، وهو ما نراه في صور تنشرها للشلال، وتم التقاطها شبيهة بها بكاميرات مصورين اضطروا لصبر جميل وطويل، فإحداهم اسمها “سنجيتا دي” ذكرت في ما نقل عنها موقع “ناشونال جيوغرافيك” أنها تعرف مصورين انتظروا 11 سنة، ولم يحالفهم الحظ إلا مرتين أو 3 مرات.
ومن يقم بزيارة الحساب “الفيسبوكي” للمصورة البنغالية وعالمة العصبي النفسانية sangeeta deyوفيه تشكر “ناشونال جيوغرافيك” على نشره معلومات معززة بصورها عن الشلال، سيجد صورا أخرى التقطتها أيضاً، ومعظمها عن سحر الطبيعة، وكيف تلوّن الأشياء بانعكاس الضوء عليها، ومنها واحدة لصخرة بحرية نفذت أشعة الشمس من فتحة فيها، فتلوّن الماء وبعض الصخر بذهبي من الأجمل.