نقرير : سميرة حاج يحيى

كان يوم امس الاحد مشؤوما على عائلة الطفل المرحوم مؤمن شتيوي، الذي لقي مصرعه متاثرا بجراحه البالغه بحادث انقلاب عربة شاحنة لم تكن مؤمنه، وكانت مركونه في الساحة وسقطت عليه حين كان يلهو برفقة الاطفال من الحي قرب الشاحنه ، واردته قتيلا نتيجة اصابته في صدره وكان النزيف داخلي للطفل وتوفي على الفور، وبعد وفاته تم نقله بعد 7 ساعات لمعهد الطب العدلي للتحقيق في اسباب الوفاه، وبعد ان نقله السائق المختص قام بتمزيق فتحة من كيس اللذي غلف جثة الضحيه وادخل البطاقه ، وبعد ان وصل بالجثه لمعهد الطب ابو كبير وضع الجثه في غرفة التبريد وليس في اسرة الموتى المُحكَمة ، مما عرض الجثه لمداهمة القوارض التي شوهت الجثه خلال فترة الانتظار للتشريح، وفي اليوم التالي قام الاطباء على راسهم بروفيسور هيس بتشريح الجثه ولم يابهوا لما تعرضت له الجثه اخفوا ذلك عن العائلة وقاموا باخفاء التشويه بالمساحيق .

وحين وصلت الجثه لمنزل العائله المصابه، استعدادات لمراسيم الدفن، اقدم على تغسيله عمه عم الضحيه وحين راه ذهل صاعقا وفوجئ من منظره وقال ان هذا ليس ابننا مؤمن ، ونادى على والدته وقال لها استعيذي بالله وتاكدي ان هذا مؤمن...وحين راته والدته قالت صاعقة مندهشه "الله يصبر اهل الطفل المرحوم الله يعين اهله علىهالمنظر يا الهي ربي ارحمه والهم اهله الصبر والسلوان" ...واذ بشقيقه البكر زهران يقول لها : " امي هذا مؤمن هذا ابنك الضحيه ...!!!

فصرخت باعلى صوتها مهزوزه موجوعه متالمه تتلوى حسرة وتقطع قلبها اربا : " اانت متاكد ؟؟؟ مؤمن لم يتشوه بالحادث كنت قد احتضنته فور سقوط عربة الشاحنه عليه ، لم ينزف كان كما هو لفظ انفاسه بين ذراعي لا يمكن ان يكون هذا الحادث قد شوهه ، كيف تشوه ؟ كيف ومتى واين ؟ والف كيف يا اماه قال لها ما باليد حيله..ويجب الاسراع في دفنه "اكرام الميت دفنه"....!!!

واشتدت الالام والحسرة التي غطاها الحزن وهموم كالجبال اهتزت لمنظر الضحية الطفل الوسيم المرحوم ...

ومن هنا بدات التساؤلات واستدعوا الشرطة التي قامت بتصوير الجثه وبدات الاجراءات وتشييع الجثمات الى مثواه الاخير الى ان واصلت وتابعت العائلة ما الذي حصل مع ابنهم الضحية ؟

تشكلت لجنة تحقيق بعد الانتهاء من مراسيم العزاء وفق العادات المتبعه، وقامت الشرطة بجمع ادله وتحقيق وتبين ان السائق الذي نقل الجثه لكي يدخل البطاقه مزق كيس النايلون بدلا من فتح السحّاب، وحين وصل وضع الجثه بادعاء ان الاسرة المحكمة في خزان التبريد مليئة بالجثث، وبقيت الجثه في غرفة التبريد دون غطاء ودون كيس محكم لليوم التالي لحين البدء بالتشريح...وطوال المدة للانتظار للتشريح دخلت القوارض لكيس وشوهت الجثه، وحين البدء بالتشريح لم يكترث الطبيب المشرح لما حدث للجثه ودون أي استفسار منه قام بالتشريح دون ان يبالي او يكترث، واخفى الامر عن عائلته، واقام بطلاء الجثه بالمساحيق كي لا تكتشف العائلة التشويه والاهمال والاستهتار ، وبقي الامر في اروقة المحاكم الى يوم امس، حيث اصدرت المحكمة قرارا بتعويض على الالم وليس كعقابا على الاستهتار والالم لعائلة الضحية بمبلغ 150 الف شاقل اضافة لرسوم محاكم واجرة محامين 33 الف شاقل.

وخاضت العائلة مرارة الما وحسرة وحزنا دون حدود ، منذ مماته على فقدانه وتضاعف الالم حين حدث لجثته ما حدث، واعتبرت العائلة ان هذا المر امر ببالغ الخطوره انتهاكا صارخا بحق الادمية والانسانية، لا يمكن السكوت عليه، فلو كان أي كائن بشري من اليهود لانقلبت الدنيا راسا على عقب، للن تمر علينا هذه المصيبة مر الكرام، لو اردنا تعويضا لقبلنا الاقتراح الاولي 2 مليون شيقل، نحن عائلة ميسورة الحال لا تهمها الاموال بل الكرامه والانسانيه والاحترام للحي والميت هي اعلى درجات الانسانيه والاهم للحياة الكريمه، نحن فقدنا عزيزا غال على قلوبنا الا يكفينا حسرة وحزنا على فقدانه ، ويحدث به هكذا ؟؟؟

واصرت العائلة ان تعيد كرامة ابنها الضحية الذي انتهك الاطباء حقه ف الممات ، التمست يوم امس العائلة للمحكمة العليا وصرحت ان كل اموال الدنيا لا تعوضها عن ابنها، ولا تريد تعويضا من الدوله تريد ان تلقنها درسا في الاحترام للحي وللميت واعادة كرامة ابنها الضحية الذي شوهته القوارض .