يحتفي عملاق البحث على شبكة الإنترنت، جوجل، اليوم الجمعة، برائدة من رواد حركة تحرير المرأة العربية، المصرية درية شفيق، وذلك بمناسبة ذكرى ميلادها الـ108، بالطريقة التي اعتاد جوجل أن يكرم بها العظماء، بأن وضع أيقونة تحمل رسم لدرية شفيق في صفحة محرك بحثه الرئيسي، في نطاق البحث بالدول العربية.

 

وتعتبر شفيق من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين وينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر عام 1956. ومؤسسة لدوريات أدبية وباحثة ومناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر.

 

ولدت درية في مدينة طنطا في دلتا النيل عام 1908، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، وأرسلت ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة، وهي نفس الجامعة التي حصلت منها على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940، وكان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث ناقشت في رسالتها حقوق المرأة في الإسلام وقارنتها بالحقوق التي منحت لها في التشريعات الأخرى.

 

رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في محاضرة في الجامعة لكونها امرأة، فأصدرت مجلة بنت النيل والتي تعتبر أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصرية، وفي أواخر الأربعينيات أسست حركة التحرر الكامل للمرأة المصرية، والتي عرفت باتحاد بنت النيل.

 

وحاربت الجهل والأمية المتفشية بين الفتيات والنساء في عدة مناطق شعبية من القاهرة تحديدًا فأسست مدرسة لمحو الأمية في حي بولاق.

 

وفي فبراير 1951 قادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة، واقتحمت بها مجلس النواب المصري، وكانت تطالب بأن ينظر مجلس النواب إلى المرأة المصرية، وكانت هي الحركة التاريخية التي أخذ بها بعين الاعتبار، وبعد أسبوع واحد من المظاهرة تم عرض قانون على البرلمان ينص على حق المرأة في الانتخاب والترشح للبرلمان.

 

وفي عام 1951، أسست فرقة كشفية من النساء لمقاومة الجيش البريطاني الذي كان يحتل مصر وتحديدًا في قناة السويس، وتضمنت الاستعداد للقتال والتدريب على المواجهة المباشرة مع الاستعمار.

 

توفيت درية شفيق في 20 أيلول/ سبتمبر عام 1975 على أثر سقوطها من شرفة منزلها في حي الزمالك بمدينة القاهرة، ولقد قيل أنها انتحرت بعد عزلة عاشتها لمدة 18 سنة.