على الرغم من التطور الهائل في صناعة "الروبوت" والاعتماد عليه بشكل كبير حالياً ما يشكل تهديداً قوياً للكثير من المهن والوظائف، إلا أن الثورة الصناعية الرابعة ستغير المفهوم السائد عن الوظائف تماماً.
وتعتمد الثورة الصناعية الرابعة على بناء العالم الرقمي، بحيث يتواجد فيها العنصر البشري بصورة طفيفة، ما سيغير المفهوم السائد عن معظم الوظائف في العالم.
وسيؤثر هذا التحول الرقمي والتقنيات الحديثة في كل التخصصات والمجالات والاقتصادات والصناعات، حيث ستدار المصانع الذكية بالآلات وترتبط بشبكة الإنترنت، وبنظام يمكنه إنجاز مراحل عملية الإنتاج كلها، وقادر على اتخاذ القرارات بمعزل عن التدخلات الخارجية.
وستبني الثورة الصناعية الرابعة على النجاحات التي حققتها الثورات السابقة، حيث جاءت الثورة الصناعية الأولى في نهاية القرن الثامن عشر مع اختراع عملية التصنيع الميكانيكي، وجاءت الثورة الصناعية الثانية في بداية القرن العشرين مع عملية تصنيع الكهرباء ومحركات الاحتراق لتزويد الآلات بالطاقة.
أما الثورة الصناعية الثالثة فقد جاءت في السبعينات مع عمليات الإلكترونيات والتكنولوجيا وعصر المعلومات الجديد، فيما نشهد الآن بداية الثورة الصناعية الرابعة والتي تهدف إلى ربط عالمي الإنتاج المادي والافتراضي.
ومن شأن الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي أن يحقق قفزات كبيرة في الأداء، واستثمارات ضخمة ذات آثار كبيرة وعوائد سريعة، وأن يحسن من كفاءة الأعمال وإدارة المنظمات بصورة ملحوظة، كما سيحقق نسبا عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيخفض كلفة الإنتاج.
ورغم النجاحات التي ستنجزها الثورة الصناعية الرابعة إلا أن الأمر لا يخلو من بعض التحديات ومن بينها انخفاض وظائف الأيدي العاملة والوظائف التي تتطلب مهارات متواضعة لتحل محلها الآلات، وعدم قدرة المنظمات والحكومات على توظيف وضبط التقنيات الحديثة وتنظيمها بطريقة ملائمة.
وقد لا تستطيع بعض المنظمات التجارية والاجتماعية على التأقلم واستيعاب كل التغيرات الثقافية والاجتماعية التي ستجلبها الثورة الصناعية الرابعة.