مع اقتراب موعد تسليم تقرير مراقب الكيان الإسرائيلي حول إخفاقات الحرب على قطاع غزة 2014، نشرت صحيفة عبرية ما وصفته بروتوكولات" لجلسات الكابينت قبل وخلال الحرب، يتضح منها عمق الخلاف بين أعضائه.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بدأت القصة عندما اختطف المستوطنون الثلاثة بالخليل، ووصول معلومات حول 9 أنفاق عابرة للحدود، قد تستخدمها حماس بأي لحظة.
وطالب زعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت" حينها بمهاجمة الانفاق وتدميرها بضربة استباقية، إلا أنه قوبل برفض من وزير الجيش وقتها "موشي يعلون".
وتتحدث البروتوكولات عن سعي رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" و"يعلون" لاحتواء الموقف مع غزة بداية شهر تموز من العام 2014، وفي أعقاب اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة بالخليل، في الوقت الذي أصر فيه "بينيت" على الذهاب لعملية عسكرية ضد الأنفاق، حتى لو بثمن المواجهة الشاملة مع القطاع.
في حين لم تخل الجلسات من المشادات بين يعلون وبينت، وقال الأول في إحداها موجهاً حديثه لبينت:" لا يمكنك أن تدير لي الجيش، لن تأتي لي من المنطقة لتقول لي افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا!! سمعت يا بينيت؟ "، فيما رد بينيت قائلاً: "علي قول الحقيقة إذا لم تقولوها".
بينما أصر "يعلون" على موقفه بأن حماس غير معنية بالتصعيد، وأن مهاجمة مسبقة للأنفاق ستجبرهم على خوض الحرب، وأنه بالإمكان امتصاص مسألة الأنفاق عبر وساطة مصرية، معرباً عن رفضه لعملية ضد فتحات الأنفاق، لأن ذلك سيسحب الجيش الى داخل القطاع، على حد تعبيره.
وفي الثالث من تموز وصل تحذير من قائد الأركان في حينها "بيني غانتس" من وجود نفق عابر للحدود قرب كيبوتس " كيرم شالوم" بالجنوب، وسأله نتنياهو حول قدرة ضربة جوية على إبطال عمل النفق فرد عليه قائلاً: " لا أعرف، ربما ستشوش عملها".
فيما واصل نتنياهو استجواب "غانتس" حول الأمر قائلاً: "من الممكن أن تمنع هذه الضربة دخولنا للأنفاق؟، بينما رد غانتس "فعالية الضربات الجوية ضعيفة جدا، وهنالك فرصة لأن تؤدي عملية ضد الأنفاق الى احتلال غزة"، في الوقت الذي واصل فيه يعلون رفض عملية عسكرية ضد الأنفاق.
بدء الحرب
وبعد أيام بدأت الحرب، بقصف الجيش لنفق بالجنوب، وإطلاق حماس وابل من الصواريخ، فيما بدا يعلون مصراً على عدم التصعيد، قائلاً إنه يتوجب إخماد مستويات اللهب وإدخال الوسيط المصري على الخط للتوصل إلى وقف إطلاق للنار.
وقال يعلون بحسب بروتوكول السابع من تموز إنه ليس من الصواب الوصول إلى وضع يفقدون فيه أنفاقهم ويجب إدخال الوسيط المصري، فيما عارض "بينيت" المقترح قائلاً إنه "يتوجب العمل برياً ضدها"، ورد يعلون: " إذا ما حصلنا على وقف إطلاق نار لمدة 3 سنوات دون تدمير للأنفاق فما السيئ في الأمر؟".
ورد عليه بينيت: "وإذا ما تلقينا عملية استراتيجية فسيكون لدينا 100 شاليط، من الأفضل منع ذلك سلفا، ولم أر خطة تفيد بكيفية منعهم من ذلك"، بينما عقب يعلون قائلاً: "ألن يكون هنالك أنفاق حتى بعد دخولنا؟".
فيما حاول بعدها قائد المنطقة الجنوبية بالجيش آنذاك "سامي ترجمان" إقناع أعضاء الكابينت بالبدء بعملية برية استباقية ضد الأنفاق، وهدفها تطهير شريط بعرض كيلومتر عن الحدود، ولكن الكابينت يرفض المصادقة، في حين بدأت العملية البرية رسميًا بعد إحباط عملية التسلل قبالة كرم أبو سالم في الثامن عشر من تموز.
وقال ترجمان في جلسة الكابينت قبيل العملية البرية إن هنالك تهديدا استراتيجيا يتمثل بموجود 9 أنفاق عابرة للحدود، فسأله نتنياهو:" يجب مواصلة النيران الجوية أم الذهاب لعملية برية؟". ورد عليه قائد الأركان "غانتس" أنه يعارض عملية برية، معللاً ذلك بوجود إنجازات كبيرة من الجو حتى اللحظة، وأن حماس مصابة وأن خطر الأنفاق يبقى خطراً معقولاً.
فيما تنقل الصحيفة تفاصيل النقاش بالكابينت في العاشر من تموز، ونقل عن يعلون قوله: "أنا أنظر لمشكلة الأنفاق على أنها لن تحل حتى بهذه العملية، في حين رد ليبرمان قائلاً:" اذهبوا لعملية واسعة بغزة، ولكن إذا ما كان الخيار بين مهاجمة الأنفاق أو وقف إطلاق النار فلتذهبوا لوقف إطلاق النار".