في كلمته اثناء افتتاح السفارة الامريكية في القدس أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي: "إيها الرئيس ريفلين ورئيس الكنيست وقرينته والوزراء وأعضاء الكنيست ورئيس بلدية أورشليم ورئيس المعارضة ووزير الخزانة الأمريكي منوشين ونائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان وجيسون جرينبلات ونعومي وعائلتكم والسفير ديفيد فريدمان وتامي وعائلتكم وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس ومحافظ ولاية فلوريدا.
لا نملك أصدقاء أفضل منكم في العالم. أنتم تقفون إلى جانب إسرائيل وأنتم تقفون إلى جانب أورشليم فشكراً لكم.
واضاف نتنياهو مناشداً الحاخامات: " أيها الحاخامات الكبار في إسرائيل والحاخامات الكرام المتواجدين هنا والقساوسة ورجال الدين المسيحيين والأصدقاء الكثيرين الذين أتوا إلى هنا من كل أرجاء العالم والأصدقاء الكثيرين الذين تطلعوا بلوغ هذا اليوم وبذلوا جهودهم في سبيل هذا اليوم. إنني أشكركم جميعاً.
كما أود أن أرحب بجاريد كوشنير وإيفانكا ترامب ترحيباً خاصاً. إن حضوركما هنا هذا اليوم لشاهد ودليل على أهمية هذه المناسبة وليس بالنسبة لإدارة ترامب فحسب وإنما بالنسبة لكل واحد منكما شخصياً والرئيس ترامب نفسه في سعيكم لإحلال السلام. فشكراً لكما".
أيها الأصدقاء الأعزاء إنه يوم رائع فتذكروا هذه اللحظة. إنه التاريخ. أيها الرئيس ترامب، باعترافك بالتاريخ لقد صنعت التاريخ.
إننا متأثرون جداً وكلنا نكنّ بالغ امتناننا. بالنسبة إليّ يثير تواجدي هنا ذكريات رائعة تعود إلى فترة طفولتي.
فقد قضيت أول ثلاثة أعوام من حياتي في هذا الحي وفي شارع عين جدي بتالبيوت، في مكان غير بعيد عن هنا كثيراً. كانت هناك البيوت العجيبة هنا والعديد من الحقول المفتوحة. وأتذكر كيف كنت أمشي عبر تلك الحقول بصحبة شقيقي يوني الذي بلغ آنذاك ست سنوات من عمره بينما كنت أبلغ أنا ثلاث سنوات من العمر. وكان يمسك يدي بقوة حينما كنا نذهب لنزور المنزل العجيب الخاص بالمؤرخ اليهودي المشهور البروفيسور يوسيف كلوزنر الذي كان معلّم والدي. بحيث كنت أطلع عبر الرقائق المغطية لسطح المعبد المصنوع من الخشب، والذي اعتاد البروفيسور كلوزنر والكاتب الإسرائيلي المرموق شموئيل يوسف عجنون على تفقده لتأدية صلواتهما أيام السبت. وكنت أحضر هذا المكان أي هنا بالضبط ولكن فقط حتى هذه النقطة فأمي قالت لي إنه لا يجوز التقدم إلى الأمام من هنا وكان هذا المكان مجاوراً للحدود فكان يتعرض لنار القناصة. هذا ما حدث في تلك الأيام التي مضت أما الآن فنحن هنا.
اليوم يتم افتتاح سفارة أكبر الدول العظمى في العالم وهي حليفنا الأكبر الولايات المتحدة. يا له من فرق!
بالنسبة إليّ، فهذا يثير الذكريات الشخصية. ولكن بالنسبة لشعبنا، يثير ذلك الذكريات الجماعية العميقة باللحظات العظيمة التي شهدناها في هذه المدينة وفوق التلة.
في أورشليم اجتاز سيدنا ابراهيم امتحان الإيمان الأكبر بنجاح فأصبح والد أمتنا.
وفي أورشليم أسس الملك دافيد عاصمتنا قبل 3000 عام.
وفي أورشليم بنى الملك سليمان هيكلنا الذي بقي طوال أجيال طويلة.
وفي أورشليم عمّر اليهود المنفيون من بابل ذلك الهيكل من جديد الذي بقي طوال أجيال طويلة أخرى.
وفي أورشليم قدّس المكابيون الهيكل مجدداً فاستعادوا السيادة اليهودية على هذه الأرض.
كل ذلك حدث هنا في أورشليم. وبعد ذلك بـ 2000 عام قال الجنود الإسرائيليون ثلاث كلمات خالدة: "جبل الهيكل بيدنا". فأنعشت تلك الكلمات روح أمة بأكملها.
إننا بأورشليم ونحن هنا لنبقى هنا.
ويحمينا في أورشليم جنود جيش الدفاع الشجعان بقيادة رئيس الأركان غادي أيزنكوت. إن جنودنا الشجعان يدافعون عن حدود إسرائيل بينما نتكلم هنا اليوم. إننا نحيي أجهزتنا الأمنية - جهاز الأمن العام والموساد الذي يتواجد رئيسه هنا اليوم. إننا نحيي جميعكم.
قبل ما يزيد عن مائة عام، اعترف إعلان بلفور بحق الشعب اليهودي في إقامة موطنه على هذه الأرض. وقبل سبعين عاماً تماماً أصبح الرئيس ترومان أول زعيم في العالم يعترف بالدولة اليهودية الجديدة. وفي شهر ديسمبر الماضي أصبح الرئيس ترامب أول زعيم في العالم يعترف بأروشليم كعاصمتنا. وفي هذا اليوم بالذات، تفتتح الولايات المتحدة أبواب سفارتها في هذا المكان بالذات بأورشليم.
فشكراً لك أيها الرئيس ترامب على كونك تتحلى بشجاعة الوفاء بوعودك. شكراً لكم الرئيس ترامب وشكراً لجميعكم على أن جعلتم التحالف الذي يربط الولايات المتحدة بإسرائيل أقوى من أي وقت مضى. وأتوجه بالشكر الخاص لك أيها السفير فريدمان. شكراً لك ديفيد على كافة الجهود التي تبذلها في سبيل جعل كلا دولينا وشعبينا أقرب. لقد نلت شرف أن تصبح أول سفير أمريكي يخدم دولته في أورشليم. إنه لشرف خاص سيكون من نصيبك للأبد فلن يستطيع غيرك أن يكون الأول مجدداً.
أيها الأصدقاء إن هذا اليوم ليوم عظيم بالنسبة لإسرائيل. ويوم عظيم لأمريكا. إنه يوم عظيم بالنسبة لشراكتنا الرائعة إلا أنني أعتقد بأنه يوم رائع بالنسبة للسلام أيضاً.
فدعوني أتوجه بالشكر لجاريد وجيسون وديفيد على جهودكم المستمرة دون هوادة في سبيل دعم السلام وعلى جهودكم المتفانية في سبيل دعم الحقيقة. إن الحقيقة والسلام متشابكان ببعضهما البعض. فالسلام المبني على الأكاذيب يُكتب له التحطم عند ارتطامه بصخور الواقع الشرق أوسطي. لا يمكن بناء سلام سوى السلام المبني على الحقيقة والحقيقة مفادها أن أورشليم كانت وستبقى إلى الأبد عاصمة الشعب اليهودي وعاصمة الدولة اليهودية. الحقيقة والسلام والعدالة. وكما يستشهد قاضي المحكمة العليا حانان ملتسر - الحقيقة والسلام والعدالة - هذا كل ما نملكه وهذا ما نؤمن به.
وقد أعلن النبي زكريا قبل أكثر من 2500 عام: "قال الرب قد رجعت الى صهيون وأسكن في وسط أورشليم فتدعى أورشليم مدينة الحق".
إننا ندعو الله أن يؤدي افتتاح هذه السفارة بهذه المدينة إلى نشر الحقيقة في أقاصي البلاد. وندعو الله أن تعزز الحقيقة السلام المستدام بين إسرائيل وجيراننا كافة.
وبارك الله الولايات المتحدة الأمريكية وبارك الله أورشليم بصفتها عاصمة إسرائيل الأبدية وغير القابلة للتقسيم.
والحمد لله رب العالمين الذي وهبنا فرصة عيش هذه اللحظة".
بعد ختام المراسم وُجهت دعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي وقرينته لحضور مكتب السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان من أجل رفع كأس النخب مع الوفد الأمريكي الذي وصل إلى إسرائيل.