في خطوة وطنية وانسانية مؤثّرة قامت بها مدربة التنمية الحيفاوية امانويلا, أول مدربة للتنمية الاقتصادية والمهنية في المجتمع العربي ومدربة رائدة للتدريب الشخصي والجماعي, تؤكد من خلالها مجددا آعتزازها بعروبتها وتمسّكها بالثوابت الوطنية والقومية, ومناصرتها الشديدة للقضايا العربية العادلة.
فقد قامت المدربة امانويلا بزيارة تضامنية لأسرة الشهيد المقدسي محمد أبو خضير (17 عام) من قرية شعفاط, الذي آستشهد بتاريخ 2014-7-2. وذلك بعد أن قامت زمرة من العنصريين بآختطافه والتنكيل به أبشع تنكيل ومن ثم قتله حرقا. وفي نهاية الزيارة, قامت المدربة امانويلا بتقديم درع الشهيد لوالدي الشهيد, تعبيرا عن تضامنها مع الأسرة الثكلى.
المدربة امانويلا: " في ظل سياسة التمييز العنصري التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية وسياسة الكيل بمكيالين تجاه الممارسات العنصرية القمعية ضد الأقلية العربية, يصبح النضال السياسي واجبا أخلاقيا, أولا"!
التقينا المدربة امانويلا لتحدثنا أكثر عن هذا اللقاء الانساني والمؤثّر وعن الرسالة التي تحملها من والدي الشهيد, فحدثتنا قائلة : " في ظل سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية ضد الأقلية العربية في البلاد, وآستمرارها في آنتهاج سياسة التغاضي المعيبة والكيل بمكيالين تجاه الممارسات العنصرية القمعية والمتكررة ضد العرب, وأبرزها حادثة آستشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير وحرقه, يصبح النضال السياسي واجبا أخلاقيا, أولا "!
المدربة امانويلا: "ان زيارتي لأسرة الشهيد الثكلى, هي واجب وطني وانساني بالدرجة الأولى"!
وتابعت: " ان زيارتي لأسرة الشهيد الثكلى هي واجب وطني وإنساني بالدرجة الأولى! فالإنسان العربي المقدسي مستهدف في هويته وحضارته ووجوده في المدينة المقدسة. هذه المدينة التي كانت ولا تزال وستبقى مصدر الهام وإيمان لكل انسان مؤمن بالعدل والسلام, بغض النظر عن آنتمائاته الدينية".
المدربة امانويلا: "والدة الشهيد هي أم عطوف, مؤمنة بقضاء الله وقدره... ووالده هو انسان قوي, مؤمن, صابر على المصاب الأليم, ومصرّ على النضال لتحقيق العدالة في قضية ابنه"
وأردفت امانويلا: " عندما دخلت منزل الشهيد وقفت للحظات أتأمل الحزن والسكون الذي يخيّم عليه... وآستشعرت حزنا وألما ودمعا في عيون والديه. حزن لا يشبهه حزن أبداَ, حزن بفراق آبنهما الغالي جدا على قلوبهم, الشهيد محمد (رحمه الله). فمقلتا والدته ( السيدة سهى) مغرورقتان بالدموع, وصوتها مخنوق وحزين. أم الشهيد هي أم حنون, عطوف مؤمنة بقضاء الله وقدره ... وشوقها لابنها (رحمه الله) كبير ... كانت تنظر الى باب المنزل وكأنها ترقب عودته الى أحضانها... باسما كعادته... مرحا ومحبا للحياة كما هو دائما. . . ولكن مشيئة الله كانت بخلاف ذلك. وعندما نظرت الى والد الشهيد ( السيد حسين) وألقيت عليه التحية, شعرت بقوة صبره على المصاب الأليم, وشعرت بإيمانه العميق بقضاء الله وقدره, وإصراره الشديد على اظهار الحقيقة والنضال من أجل تحقيق العدالة في قضية ابنه محمد (رحمه الله).
والدة الشهيد (السيدة سهى أبو خضير): " محمد كان فتى هاديء, مرحا, يعشق الدبكة ومحبا للمساعدة"
وتابعت امانويلا: " هدوء وحزن خيّما على منزل الشهيد... جلست لأحدث والدة الشهيد... وشعرت بلوعتها وحسرتها لفقدانها ابنها محمد (رحمه الله)...وبدأت تحدثني بشوق كبير عن ملامحه الانسانية, قائلة: " محمد كان فتى هاديء, مرحا, يعشق الدبكة, محبا للمساعدة بشكل كبير وعلاقته بنا كانت ممتازة. وأذكر قبل يومين من حادثة آستشهاده, أنه آهتم كثيرا بسلامة الأطفال في عائلتنا, لخوفه من محاولات آختطافهم من قبل المستوطنين. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون محمد هو الضحية, وأن يقوم المستوطنين بآختطافه وحرقه! حسبي الله ونعم الوكيل...".
والدة الشهيد: " أشتاق لابني محمد ولم أستوعب بعد انني لن أراه بعد اليوم... أتخيله كل مساء داخلا المنزل ساعة الافطار... مبتسما لي, أشتاق اليه يحدثني وأحتضنه ... لا شيء ينسيني محمد ... لا شيء أبدا"!
وأضافت امانويلا: "لحظات صمت... وحزن... وغضب... مرّت قاسية جدا, وتابعت أم الشهيد قائلة: " أنا كأي أم أشتاق لابني كثيرا, وليس بمقدوري أن أستوعب أنني لن أراه بعد اليوم... فأنا أتخيله كل مساء داخلا المنزل ساعة الافطار بوجهه البشوش ونظرته البريئة ... أشتاق لأن أحضنه ولأن يجلس بقربي يحدثني... لا شيء ينسيني محمد ... لا شيء أبدا" وأجهشت بالبكاء..." لا أستوعب أبدا كيف سكب المجرمون الكاز في فمه وأشعلوه وهو حي... لا أستوعب ذلك!" ...وشردت بنظرتها الحزينة الدامعة بعيدا بعيدا...
لحظات قاسية جدا...
والدا الشهيد: " ان الشرطة الاسرائيلية لم تتحرك بشكل جدي أبدا في قضية ابننا! ونشعر بأنها متواطئة مع المجرمين وحاولت تمويه الحقائق! وعليه, فنحن نحمّل الحكومة الاسرائيلية والشرطة كامل المسؤولية في قضية مقتل ابننا"
... وتابعت امانويلا : " خلال الحديث آستشعرت في نبرة والدا الشهيد غضبا عارما على الشرطة الاسرائيلية, وحين آستوضحت ذلك كان ردهم: " نحن نحمّل الحكومة الاسرائيلية والشرطة كامل المسؤولية في قضية مقتل ابننا. اذ نشعر بأن الشرطة الاسرائيلية تواطأت مع المجرمين في القضية بحيث انها لم تتحرك بشكل جدي, أبدا! ولو أرادت الشرطة فعلا آعتقال المجرمين لفعلت ذلك خلال عشرة دقائق, لأنه تتواجد في المكان الذي آختطف منه محمد أكثر من خمس وثلاثين كاميرا للرصد! ولكن الشرطة تركت المجرم الحقيقي وحاولت تمويه الحقائق. فتارة آدّعت بأن خلفية الغدر والإجرام بحق ابننا هي نزاع عائلي, وتارة أخرى آدّعت بأنه قتل على خلفية شجار مع أصحابه. ولكن الحقيقة ظهرت ومقتل ابننا كان بسبب كونه عربيا". وتساءل والد الشهيد: " أين كانت الشرطة الاسرائيلية عندما هتف أكثر من ألف متظاهر يهودي متدين:" الموت للعرب", وذلك قبل يوم واحد من آستشهاد ابننا؟!"
والد الشهيد: "ان الادعاء بأن المجرم "مختل عقليا", يهدف الى الحفاظ على سمعة اسرائيل أمام الرأي العام العالمي"!
وتابعت امانويلا : " اما بخصوص آدعاء الشرطة بأن المجرم المركزي "مختل عقليا" فردّ والد الشهيد بغضب: " لا نستغرب ذلك منهم أبدا! فهذه هي سياستهم في التعامل معنا كفلسطينيين! ومنذ اللحظة الاولى شعرت بأنهم سيدّعون ذلك حفاظا منهم على سمعتهم أمام الرأي العام العالمي. ولو كان المجرم "مختل عقليا" فعلا كما يدّعون لقام بآختطاف أي طفل وقتله, ولما قام بالبحث لمدة أربعة أيام عن طفل عربي لقتله!"
والدة الشهيد: "ان آستنكار نتنياهو لا يفيدني بشيء أبدا! ولن أقبل آستنكاره حتى وان آستنكر مليون مرة"!
وأردفت امانويلا: " عندما سألت أم الشهيد حول ردها على آستنكار رئيس الوزراء الاسرائيلي لحادثة قتل الشهيد محمد (رحمه الله), قالت : " ان آستنكار نتنياهو لا يفيدني بشيء أبدا! ولن أقبل آستنكاره حتى وان آستنكر مليون مرة. فهل بمقدور نتنياهو أن يعيد لي ابني؟ ان كان بمقدوره فعل ذلك, فسأقبل آستنكاره! وأؤكد أننا ما لم نحصل على الحكم العادل في قضية ابننا, فالمحاكم مستمرة حتى نأخذ حقنا كاملا من المجرمين".
والدا الشهيد: " لا نثق أبدا بعدالة المحاكم في اسرائيل! فلا توجد عدالة هنا بكل ما يخص الانسان الفلسطيني. وان لم يتم انزال أشد العقوبة بالمجرمين فسنتوجه الى المحاكم الدولية"
... وحدثتنا امانويلا: " عندما سألت والدا الشهيد عن مدى ثقتهم بالعدالة في إسرائيل, كان ردهما: " نحن لا نثق أبدا بعدالة المحاكم في اسرائيل! فلا توجد عدالة في اسرائيل, خاصة بكل ما يخص الانسان الفلسطيني!! وان لم يتم انزال أشد العقوبة بالمجرمين الذين أعدموا ابننا محمد حيا... أحرقوه حيا, فسوف نتوجه الى المحاكم الدولية حتى تأخذ العدالة مجراها في قضية ابننا. فدم ابننا ليس برخيص أبدا, أبدا"!
أم الشهيد: "نطالب بالحكم على المجرمين بالسجن المؤبد أو الحكم باعدامهم وهدم منازلهم ليكونوا عبرة للآخرين"
وأضافت امانويلا: عندما آستوضحت بخصوص مفهوم العدالة في نظر أم الشهيد, ردّت قائلة: " نحن نطالب بالحكم على المجرمين بالسجن المؤبد أو الحكم بإعدامهم وهدم منازلهم ليكونوا عبرة للآخرين. فكيفما تقوم السلطات الاسرائيلية بإصدار الأحكام المؤبدة علينا نحن الفلسطينيين ويقوموا بهدم منازلنا على رؤوسنا, فيجب التعامل بالمثل مع هؤلاء المجرمين الذين حرمونا ابننا وقتلوه بشكل وحشي لا يقبله عقل بشر! وسنواصل النضال حتى تحقيق العدالة التي نطالب بها".
والدة الشهيد: "يجب ألّا نصمت حيال هذه الجرائم البشعة بحقنا, أبدا"!
وبنبرة واثقة تابعت أم الشهيد كما سردت امانويلا: " يجب الّا نصمت حيال هذه الجرائم البشعة بحقنا, أبدا! فاليوم الضحية هو آبني محمد, وغدا من ستكون الضحية؟ ممكن أن تكون الضحية هي أنا أو زوجي أو أولادي. هذا السكوت هو الذي سيأتي علينا نحن العرب بالويلات أكثر فأكثر".
والدا الشهيد: نحن في القدس والقرى المجاورة لا نشعر بالأمان أبدا!
وأكّدا والدا الشهيد: "نحن هنا في القدس والقرى المجاورة لا نشعر بالأمان أبدا! ونطالبهم بتوفير الأمن لنا تماما كما يقومون بتوفير الأمن والأمان للمستوطنات"!
حملة آعتقالات مستمرة حتى اللحظة
وتابعا والدا الشهيد: " ان الشرطة مستمرة في حملة آعتقالات واسعة ضد أبنائنا كوسيلة للضغط علينا. فهذا هو أسلوبهم ونتوقع منهم ذلك! فبدلا من أن يقوموا بمعاقبة المجرمين, هم يقومون بآعتقال أبنائنا والتنكيل بهم! وتساءل والد الشهيد: " أين كانت الشرطة الاسرائيلية عندما هتف أكثر من ألف متظاهر يهودي متدين: " الموت للعرب", قبل يوم واحد من آستشهاد ابننا؟! وماذا سيكون ردهم لو هتف العرب هتافات كهذه ضد اليهود؟!"
والدا الشهيد : "نحن المقدسيون مستهدفون, وكل المحاولات لتهجيرنا من أرضنا ومن وطننا ستبوء بالفشل! سنبقى صامدين وسنناضل من اجل العدالة في قضية ابننا"
وفي نهاية حديث المدربة امانويلا مع والدي الشهيد, قالا بنبرة واثقة : " نحن المقدسيون مستهدفون, ويتم تضييق الخناق علينا ومحاصرتنا بكافة الوسائل! هذه المحاولات المستمرة تهدف الى تهجيرنا من أرضنا ووطننا وحتما ستبوء بالفشل. ونقول لكل المتآمرين: لن نترك أرضنا, ولن نهجر وطننا! سنبقى هنا صامدين وسنناضل كي ننصر قضية ابننا محمد وقضايانا العادلة. وقلوبنا مع شهداء غزة الذين يقتلون على مرآى من العالم, وزعماء العرب والمسلمين لا يحركون ساكنا. أي عدل هذا؟!! وسنواصل النضال"...
......
وأنهت مدربة التنمية امانويلا لقائها بوالدي الشهيد, قائلة : " أؤكد مناصرتي الشديدة لقضايانا العادلة"! وقامت بتقديم درع الشهيد لهما تعبيرا عن تضامنها مع الأسرة الثكلى.