قامت بلدية الطيبة قبل فترة قصيرة بإطلاق أسماء جديدة على جميع شوارع الطيبة، ومن بين الشوارع التي تم تغيير أسمائها كان شارع 24 الشمالي الذي أطلق عليه إسم شارع محمود درويش، إلا أنّ أئمة المساجد في الطيبة طالبوا بتغيير الاسم وإختيار اسمٍ آخر من بين الأسماء التالية: شارع الأقصى، شارع القدس، شارع مكة، شارع الخلفاء، شارع المحبة".
وكان أئمة المساجد والمئات من مواطني الطيبة قد وقعوا على عريضة طالبوا من خلالها بلدية الطيبة العمل على تغيير إسم الشارع. وجاء في رسالة أئمة المساجد التي وجهت الى بلدية الطيبة: "الى بلديّة الطيبة الموقرة.. الى القسم المسؤول عن تسمية شوارع الطيبة، الى اللجنة المخولة عن تسمية أسماء شوارع الطيبة، الى كل المسؤولين ومن يهمه الأمر، الموضوع: تقديم عريضة وطلب. نحن أئمة مساجد مدينة الطيبة الموقعون أدناه في مقدمة تواقيع شريحة واسعة جدًا من سكان بلدنا الحبيب، وبعد أن توجهت الينا أعداد غفيرة، إن كان في المساجد، الرسائل أو مواقع التواصل الإجتماعي، إننا نقدم لحضراتكم وبشكل حضاري لحوح ومرموق هذه العريضة على أن تقوموا على طلب المواطن الطيباوي، وحتى نتمكن بمعيتكم أن نحافظ على الممتلكات والنظام العام ورفض الفوضى واحتواء الطلب، فعلى كل هذا، نطلب أن يتم تغيير إسم الشارع "محمود درويش"، في كل المرافق والمؤسسات العامة والخاصة ووزارة الداخلية الى أحد الأسماء التالية: شارع الأقصى، شارع القدس، شارع مكة، شارع الخلفاء، شارع المحبة".
وكان أئمة المساجد قد كتبوا أيضًا: "إن أكثر الشوارع التي تداولها المواطنون في مدينة الطيبة شارع "24" فهو شريان رئيسي لمدينة الطيبة وهو احوج أن نطلق عليه القدس أو الأقصى، لأنها أسماء تحمل الكثير من المعاني والذكرى الدينية والسياسية. هكذا اذا اطلقنا هذه الأسماء على هذا الشارع سينطقها السكان يوميًا ما يعزز وجودها في حياتنا وحياة الأجيال الناشئة. لذلك توجهنا الى حضرتكم الكريمة بصقتكم اصحاب الشأن والمسؤولية المخولين لاختيار أسماء شوارع مدينتنا بطلب وتوقيع من قبل شريحة واسعة من سكان الطيبة نطالبكم بما ذكر اعلاه، وأنتم أهل لأن تكونوا آذانا صاغية للخير ولأهل بلدكم. وأخيرًا نشكر لكم جهودكم وعملكم الدؤوب فيما تقدمونه خدمة لبلدنا والى الأمام".
وأصدرت جبهة الطيبة بيانًا انتقدت في بشدّة مطلب أئمة المساجد، حيث جاء في البيان: "إننا في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة نرفض وبشدة طلب أئمة المساجد تغيير إسم شارع "محمود درويش" ونرى فيه توجهًا يتنافى مع المفاهيم الحضارية للشعوب، التي تكرم وتحترم رجال ونساء الأدب والشعر والفن، ونرى فيه ضرباً للنسيج الإجتماعي الوفاقي الطيب لأبناء البلد الواحد. هذا العمل لا يفيد أحدًا وانما يعكر الجو الطيباوي، الذي ساده التفاهم والمودة في الفترة الأخيرة وبالأخص بعد وحدة شعبنا الوطنيّة".
وأضاف البيان: "من تخدم هذه التصرفات غير المتفق عليها بين أبناء البلد الواحد؟ نحن نحترم كل الرموز الدينية ونرى بالأمر الطبيعي تسمية شوارع الطيبة بهذه الأسماء، ولكننا نرى أنه من حقنا أيضاً أن نسمي شوارعنا بأسماء رموزنا الوطنية والتاريخية والأدبية والفنية. إنّ محمود درويش الشاعر الفلسطيني العريق، شاعر الثورة، أحد -إن لم يكن- أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي ويرمز تاريخه الشخصي الى تاريخ قومه، استطاع تطوير هموم شعرية جميلة مؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعًا مركزيًا، ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن له مكانة كبيرة في قلوب كل الناس. كان صوت محمود درويش وسيظل عنواناً لإرادة شعبنا الفلسطيني، وسنبقى كلمات اعلان الإستقلال الفلسطيني الذي صاغه محمود درويش مرشدًا ونبراسًا لكفاح شعبنا البطل".
وتابع البيان: "من منطلق المسئولية الطيباوية ومن منطلق الإحترام المتبادل نطالب اخوننا أئمة المساجد بالتراجع عن طلبهم هذا، الذي نرى فية مضر للمصلحة العامة، ونسأل لماذا لا يطالب أئمة مساجد باقي القرى والمدن العربية بمثل هذه الطلب علماً أنه يوجد بكل بلد شارع "محمود درويش"؟ سنعمل في الجبهة على صد هذا العمل ولن نقبل بطمس رموز شعبنا الثقافية والوطنية، وسيبقى صوت محمود درويش مدوياً عالياً في سماء فلسطين وسنبقى نعلم تاريخه وشعره وأدبه جيلاً وراء جيل. نكرر كلمات الأديب محمد علي طه عن درويش: "ظهرت إمبراطوريات في التاريخ وزالت، وظهر قياصرة وملوك ونسيهم التاريخ ولكن المبدعين بقوا، بقى شكسبير وبقى دانتي وبقى المتنبي وسوف يبقى محمود درويش".
من جانبه قال عبد الستار شاهين حاج يحيى: "استغرب من بيان أئمة المساجد عندما كتبوا في رسالتهم "البلدية الموقرة" عن أيّة بلدية تتحدثون في ظل وجود اللجنة المعينة؟ هل نسيتم كل مشاكل الطيبة وركزتم على تغيير اسم الشارع الذي أطلق عليه محمود درويش؟ لماذا لم تطالبوا بتقديم اعتراضات على الخارطة الهيكية؟ انصح أئمة المساجد بمواجهة اللجة المعينة بقضايا تهم الطيبة واهلها بدلا من تضييع الوقت على أمور غير هامة".