إن مرض باركنسون هو عبارة عن اضطراب في المخ يتسبب تدريجيا في فقدان القدرة على السيطرة على العضلات، ويعرف باسم مرض الشلل الرعاش، وفي الأصل، كان يطلق عليه اسم "الشلل المهتز"، ثم أصبح الشلل الرعاش بعدما تبين أنه ليس كل من يصاب به يعاني اهتزازاً.
أما تسمية باركنسون فتعود إلى أن أول من اكتشف هذ المرض كان الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون، الذي نشر أول وصف تفصيلي عن المرض في مقال في عام 1817. وتشمل حملات التوعية العامة العالمية مناسبة يوم باركنسون العالمي، الذي يقام سنوياً يوم 11 أبريل/نيسان، وهو تاريخ ميلاد دكتور باركنسون.
وبحسب موقع "WebMD"، تبدأ أعراض مرض باركنسون في الظهور بدرجة خفيفة في أول الأمر، بل وتكاد تكون غير ملحوظة حتى إنه يحدث تجاهل وتغاضي عنها في بعض الأحيان. وتشمل العلامات المميزة للشلل الرعاش الإصابة بالهزات المتواصلة وتباطؤ حركة الجسم وضعف القدرة على التوازن.
تطور باركنسون
تتطور أعراض مرض الشلل الرعاش ببطء على مدى 20 عاماً، ويمكن أن يوفر العلاج المبكر عدة سنوات تكون خالية من الأعراض. وتحدث حوالي 5% إلى 10% من حالات الإصابة بالشلل الرعاش قبل سن الخمسين، حيث أصاب اثنين من الشخصيات الشهيرة في سن مبكرة، هما الملاكم محمد علي كلاي، في الـ42 من عمره، والممثل مايكل جيه فوكس، في سن الـ30.
وتتمثل العلامات المبكرة للمرض، التي تكون خفية أو يمكن الخلط بينها وبين حالات أخرى، فيما يلي:
• اهتزاز طفيف للإصبع أو اليد أو الساق أو الشفة
• صلابة أو صعوبة في المشي
• صعوبة الوقوف من وضع الجلوس
• الكتابة اليدوية الصغيرة وغير المنتظمة
• انحناء الظهر
• وجه متجمد في تعبير جاد كمن يرتدي قناعا.
أعراض المرض
1- الرعاش
الرعاش هو أحد الأعراض المبكرة لحوالي 70% من مرضى باركنسون. وعادة ما يبدأ الرعاش في إصبع أو يد عندما تكون اليد في حالة راحة، وليس عندما تكون قيد الاستخدام. وسوف يحدث الرعاش بشكل إيقاعي، عادة ما يتراوح بين 4 إلى 6 هزات في الثانية، أو بطريقة رعاش دحرجة الحبة، كما لو كان المرء يدحرج قرصاً بين الإبهام والسبابة. ويمكن أن يكون الرعاش أيضاً أحد أعراض حالات أخرى، ولا يستلزم بالضرورة أن يكون الشخص مصابا بمرض باركنسون في حد ذاته.
2- بطء الحركة
عندما يصل الإنسان إلى مرحلة الكبر في السن، يصبح بطيء الحركة طبيعياً. ولكن إذا كان لديه "براديكينسيا"، وهو من أعراض مرض باركنسون، فإن الحركة البطيئة تضر بالحياة اليومية. عندما يريد المريض التحرك، لا يستجيب الجسم على الفور، أو ربما يتوقف فجأة كأنه تجمد.
3- ضعف التوازن
يعاني معظم مرضى الشلل الرعاش من تزايد في وضعية الانحناء، مع ترهل الأكتاف وميل رأسهم إلى الأمام، جنبا إلى جنب مع غيرها من مشاكل الحركة، قد يكون لديهم مشكلة مع التوازن، بما يزيد من خطر السقوط.
4- التصلب
يحدث التصلب عندما تظل العضلات جامدة ولا تسترخي. على سبيل المثال، ربما لا تتأرجح الذراعين أثناء المشي أو يكون هناك تقلص أو ألم في العضلات.
5- أعراض شائعة
وتشمل الأعراض الأخرى الشائعة لدى بعض مرضى الشلل الرعاش:
• النوم المضني أو التعب نهارا
• صوت ضعيف واهن أو متلعثم
• صعوبة في البلع
• مشاكل في الذاكرة والارتباك أو الخرف
• البشرة الدهنية وقشرة الشعر
• الإمساك.
كيفية تشخيص مرض باركنسون
تستخدم فحوصات المخ لاستبعاد إصابة الشخص بمرض باركنسون، ولكن يعتمد تشخيص مرض الشلل الرعاش على ما يلي:
• النقر بالإصبع والإبهام ﻣﻌﺎً أو النقر بالقدم ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ بطء الحركة
• إراحة اليد لمراقبة الرعشة
• الاسترخاء، أثناء تحريك العنق والذراعين والساقين للتحقق من التصلب والجمود
• الوقوف بينما يتم سحب المريض من الخلف برفق للتحقق من قدرته على التوازن.
من يصاب بمرض باركنسون؟
إن متوسط العمر الذي يصاب فيه الأشخاص بمرض باركنسون هو الـ62، وتقدر نسبة الإصابة لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً بـ2% إلى 4%. وترتفع نسبة المخاطر بمقدار طفيف إذا كان أحد الأقارب مصاباً بمرض باركنسون. كما يصيب مرض الشلل الرعاش الرجال أكثر من النساء.
ويعد سبب مرض باركنسون غير معروف بشكل عام، ولكن يرجح أنه ربما يرجع إلى عوامل وراثية وبيئية. كما أن هناك أيضا خطرا متزايدا في الأشخاص الذين يتعرضون بكثرة لبعض المبيدات. ترتفع احتمالات الإصابة بمرض باركنسون بين من تعرضوا لإصابات في الرأس. ويقل خطر الإصابة بالشلل الرعاش بين المدخنين ومن يشربون القهوة أو الشاي.